قال أبقراط: الحار يضر * من (84) أكثر من استعماله هذه المضار * تؤنث (85) اللحم ويفتح العصب وتخدر الذهن وتجلب سيلان الدم والغشي ويلحق أصحاب ذلك الموت.
[commentary]
التفسير: عنى بالحار الهواء الحار والماء الحار. ومتى أفرط في استعمالهما فإنهما * يحللان (86) الرطوبة التي في الأعضاء كما تفعل النار بالفضة والرصاص. ولذلك * يؤنثان (87) اللحم ويرخيان العصب وإنما يحدثان ضعف الذهن لأنهما يرخيان محله وهو الدماغ * لأنهما (88) يحللان PageVW0P129B الأرواح التي هي مركب القوى كثيرا فتضعف القوى لا محالة ولأنهما يولدان PageVW5P053B في الأرواح بخارات يتكدر بها الذهن. وأما سيلان الدم فلأنهما يحلان الدم وسائر الأخلاط * ويسخفان (89) الأجسام فيولدان لذلك في المستعدين لانبعاث الدم النزف، ويلحق النزف إذا أفرط الغشي ثم الموت.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وأما البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والنافض التي تكون معها حمى.
[commentary]
التفسير: البرد بجمع جواهر الأجسام ويمنع من التحلل فتغلظ الأعصاب لذلك. وإذا غلظت زاد في عرضها فيحدث التشنج والتمدد. وأما الاسوداد فإن البرد الشديد إذا سد منافس العضو عرض الحار الغريزي أن يعدم * التروح (90) * وللموضع (91) أن ينضغط انضغاطا شديدا * يعرض (92) فيه لذلك فسوخ كثيرة، والطبيعة * تميل (93) إليه دما كثيرا طلبا لإصلاح فساد البرد والعضو يقبل منه أكثر مما يحتمله خلقته للفسوخ العارضة له. PageVW0P130A ولأن الحار الغريزي لا يتنفس لانسداد المنافذ، صار يعرض للدم الكثير أن يعفن ويعود * على (94) العضو فيعفنه ثم يعرض الحار بأخرة أن ينطفئ، ولذلك يستحيل اللون إلى الكمودة والاسوداد. ولهذا إن أمكن أن يتلاحق ذلك بإخراج الدم * وبالفصد (95) * والشرط (96) ولا يعول على المحللة كما يفعل بالمضروب، لم يعفن. والدليل على أن العضو يفسد في البرد الشديد بالتعفن دون * الاحتراق (97) أنه * يرطب (98) ويترهل. ولو كان فساده على وجه الاحتراق لكان يجف ويتناثر حسب الحال في الأزهار والأنوار في أيام الربيع والأعناب في أيام الخريف. وإنما يعرض الألم الشديد أولا بسبب سوء المزاج المختلف وبسبب تفرق الاتصال الحادث لكثرة الفسوخ ثانيا ثم تمديد الدم إياها من بعد. فإذا * ابتدأت (99) نضارة اللون تذهب ويقل الوجع فقد أخذ الحس يخدر، * وذلك هو عايعرايا. فاذا ذهب الحس اصلا فقد انطفاء الحار ومات العضو (100) ، وذلك هو سقافلوس. وإنما يعرض من PageVW0P130B البرد النافض الذي تعقبه الحمى لأن الاختلاط إذا تتروح عرض لها أن تعفن وتولد ضروب * الحميات (101) .
18
[aphorism]
صفحة غير معروفة