125

شرح فصول أبقراط للكيلاني

واعلم أن العروق هي التي * تحوي (1789) الدم والمواد وفيها جريانها وانصبابها، فإذا اشترك العضوان في العروق أمكن أن تجتذب المادة من أحدهما إلى الآخر PageVW1P118B بسهولة، ولذلك يستفرغ الدم الذي ينصب إلى الكبد بفصد عرق الباسليق من اليد اليمنى لأن هذه العرق متصل بالعرق الأجوف مشارك على محاذاة في طريق مستقيم، وفي علة الطحال يجتذب الدم بفصد الباسليق اليسرى وفي هذا الجذب نوع مخالفة في الجهة، وذلك كما أن جهة اليمين PageVW0P168B مخالفة لجهة اليسار وجهة الفوق * مخالفة (1790) لجهة الأسفل، * كذلك (1791) القدام مخالف لجهة الخلف * ولذلك (1792) يجذب مادة العين بمحجمة تنصب على القفا وتجذب المادة المنصبة إلى ناحية القفا بفصد عرق الجهة. ويوجد هذا الاشتراك بين الثديين والرحم، وذلك أنه نزلت من الشرايين والعروق التي جعلت تصعد إلى الرأس إذا قاربت الترقوة شعبتان من كل واحد منهما إلى الثديين ثم جعلت أطرافها تتصل وتلتحم بأطراف العروق والشرايين التي أخذت تصعد من الرحم إلى المراق، يعني * إذا (1793) تجاوز طمث المرأة عن حدة وأردت حبسه، فألق عند كل واحد من ثدييها عند المراق محجمة عظيمة لتجذب الدم والمادة التي توجهت إلى الرحم بالعنف إلى خلاف جهة الرحم وهو الفوق بالعروق المشتركة بين الثديين والرحم لينقطع الطمث ولئلا يؤدي إلى الخواء واليبس والضعف.

248

[aphorism]

* قال أبقراط رحمه الله (1794) : إذا انعقد اللبن للمرأة في ثدييها دل ذلك من حالها على جنون.

[commentary]

قد يحدث في الثديين أنواع الأورام مثل ما يعرض في سائر الأعضاء، وقد يتجبن اللبن فيهما لحرارة مجففة أو لبرودة مجمدة، PageVW1P118B وعلامته الانتفاخ والصلابة PageVW0P169A والوجع وحمرة اللون فيهما لأنه لو وردت إلى الثديين الدم الحار المفرط في الحرارة بحيث لم تقدر القوة المغيرة التي فيهما أن تحيله لبنا يغلي فيهما وينعقد ويرتفع منهما البخار الحار المتعفن إلى الدماغ فيحدث للمرأة حالة شبيهة بالجنون من السهر والخيالات الفاسدة، وإن احترق فيهما وصار سوداويا وتصاعد منهما البخارات السوداوية إلى الدماغ حدث بها المالنخوليا وتغير الظنون، وإن جمد اللبن فيهما بسبب برودة غالبة فيه أو في الثديين وانغمر الحار الغريزي فيهما واختنق المادة المنجمدة فيهما ولم تصل إليها الحرارة * وازدادت (1795) فيها البرودة حتى صارت باردة بالفعل وظهرت فيها كيفية سمية وارتقت هذه الكيفية السمية إلى الدماغ عرض * لصاحبته (1796) الجنون.

249

[aphorism]

* قال أبقراط الحكيم (1797) : متى تقيح الرحم حيث يستبطن الورك وجب ضرورة أن يحتاج إلى الفتل.

[commentary]

صفحة غير معروفة