الشرح (379): البدن قد يكون عظيما في أقطاره الثلاثة، وقد يكون عظيما في طوله فقط، * وقد يكون عظيما في عرضه PageVW2P054A فقط (380)، والكل في الشبيبة محمود (381)، لدلالته على كثرة المادة وقوة تصرف القوى فيها. وأما في الشيخوخة، فيكون مذموما لعسر (382) استعماله على النفس (383).
* بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة ثالثة (1)
[aphorism]
قال أبقراط (2): إن انقلاب أوقات السنة مما يعمل في توليد الأمراض، خاصة إذا كان في الوقت الواحد منها التغير الشديد في الحر أو في البرد (3)؛ وكذلك PageVW1P030B في سائر الحالات على هذا القياس.
[commentary]
الشرح (4): أوقات السنة هي فصولها، وانقلابها هو (5) خروجها عن طبائعها (6) بإفراط، وذلك موجب للأمراض، لأنه يحدث في الهواء تغيرا مفرطا، * وذلك موجب لتغير حالات الأبدان تغيرا مفرطا (7) وهو المرض؛ لأن الهواء شديد الملاقاة للأبدان، أما من خارج فدائما، وأما من داخل فعند التنفس، PageVW0P059B وتأثير الهواء المستنشق (8) عظيم لنفوذه إلى القلب والأرواح. ثم تغير الفصول عن طبائعها قد يكون باعتبار جملتها، بأن تكون السنة بجملتها خارجة عن الأمر الطبيعي خروجا مفرطا. وإن كان كل فصل غير PageVW2P054B مفرط الخروج كما إذا كانت السنة كلها حارة أو باردة؛ لكن كل فصل غير مفرط، فإن السبب وإن كان ضعيفا فإذا دام أفرط، وقد يكون ذلك الإفراط باعتبار كل فصل، وهذا على وجهين: أحدهما: أن يكون الخروج متضادا، وذلك بأن يخرج فصل إلى كيفية، والذي يليه إلى ضدها، فيكون الثاني متداركا لما جناه الأول، مصلحا لما أفسده. وثانيهما: أن لا يكون كذلك، فيكون جملة الفصول مفرطة الخروج أيضا، فأردأ (9) ذلك أن يكون الكل على كيفية واحدة، فيكون إحداثها للأمراض شديدا جدا؛ لأن السبب يكون مع قوته دائما. وهذا هو المراد بقوله: "خاصة وفي الوقت الواحد منها التغير PageVW0P060A الشديد" * أي خاصة في حال يكون في الواحد منها التغير الشديد (10) أي يكون التغير الشديد حاصلا في الوقت الواحد منها.
[aphorism]
صفحة غير معروفة