شرح فصول أبقراط
تصانيف
الجائع جوعا اختياريا أو إضطرايريا لا ينبغي له عند * استعماله (560) الغذاء أن يستعمله دفعة. وذلك لأن قواه ضعيفة عاجزة عن هضم ما يرد على بدنه * دفعة (561) ومجاريه ضيقة لا تسع ما يجري وينفذ فيها. ولذلك قيل لا شيء أردأ من شبع يعقبه جوع بالعكس، والعكس أردأ. بل الواجب أن يستعمل ما يستعمله بالتدريج أولا فأولا.
البحث السادس:
لقائل أن يقول كما أن الإمام أبقراط حكم * بمنع (562) الجمع بين الجوع والرياضة * فكذلك (563) لا يجوز الجمع * بينها (564) وبين الفصد * ولابينها (565) وبين الجماع ولا * بينها (566) وبين الإسهال وكذلك * القيء (567) ، و بالجملة كل ما فيه استفراغ، خوفا من الجمع بين استفراغين. وإذا كان كذلك فلا وجه لتخضيصه بذكر الحركة دون غيرها. وأجاب PageVW5P075A الشيخ نجم الدين ابن منفاخ * وهو (568) بعض أطباء زماننا بما هذا معناه وهو أنه لا شك في خطر الجمع بين هذه مع الجوع غير أن بعض * هذه (569) الأمور ضرره مختص بالروح من جهة التحليل والبعض بالقوة من جهة الضعف والبعض ببعض الأعضاء بخلاف الجوع والتعب فإن الضرر الحاصل منهما عام للبدن والقوة والروح. فإن البدن في الجوع بأسره محتاج إلى الزيادة والتعب موجب للتحليل منه بأسره. فهو لذلك أقوى على إنهاك بالقوة بخلاف سائر ما ذكرنا. وهذا جواب ضعيف من وجهين أحدهما أن الذي يخص ضرره * بالروح (570) * مضر (571) بالقوة وبالأعضاء أيضا. أما القوة فلأن الروح مطية لها فبمقدار ما ينقص منها ينقص من القوة. وأما الأعضاء فإن القوة حاملها متى ضعفا ضعفت الأعضاء عن الحركة والنقلة. والثاني * فإن (572) الفصد فيه * ضرر (573) عام * لجملة (574) البدن وكذلك الإسهال. والحق عندي في هذا الباب ما أقوله وهو أن التحليل على نوعين: خفي ومحسوس. فالكائن من * الجوع (575) من القبيل الأول وهو مع ذلك مضعف للقوى * مؤد (576) * إلى التلف (577) . فكأنه يقول: إذا كان الجمع بين الجوع * وبين ما يوجب التحليل (578) الخفي موجب لضرر البدن فبالأولى أن يكون الجمع بين الجوع وبين ما يوجب التحليل المحسوس أولى * بذلك (579) .
17
[aphorism]
قال أبقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة كثيرا فإن ذلك يحدث مرضا ويدل على ذلك بروءه.
[commentary]
الشرح: هاهنا مباحث تسعة.
البحث الأول
في صلة هذا * الفصل (580) بما قبله وهي أنه لما أمر من به جوع صادق أن لا يتعب حتى يزول جوعه بالأكل ذكر في هذا الفصل أن هذا الأكل لا يجوز أن يكون كثيرا فإنه متى كان كذلك أحدث مرضا لأنك قد عرفت أنه لا شيء أردأ في جوع يعقبه شبع مفرط * ولذا (581) يكثر الوباء بعد سنين الغلاء وقد عرفت العلة في هذا.
صفحة غير معروفة