شرح فصول أبقراط
تصانيف
قوله: PageVW1P023A فأما ما دام المرض نيا أو في أول المرض فلا ينبغي أن يستعمل ذلك، أما لإطلاقه لفظة الني على المرض فعلى سبيل * المجاز (2051) لأنها لا تطلق بالحقيقة إلا * على (2052) مادة المرض غير أنه هل يريد بقوله نيا أول المرض أم غير ذلك؟ أما ابن أبي صادق فإنه جعل مدلولهما * واحدا (2053) ، وذلك لأنه قال: إن أبقراط عنى بأول المرض النهوة لأن أول المرض يحد بعدم النضج وهذا معنى الني. وقال عبد اللطيف المعروف بالمطحن: قوله أو في أول المرض يريد به الثلاثة * الأيام (2054) الأول على ما ذكرنا في تفسير الابتداء، وهذا غير كونه نيا فإن المرض الني قد بقي أياما كثيرة وشهورا. وأما نحن فنقول: الني يطلق على ما لا يتم نضجه والابتداء على الزمان الكائن قبل التريد، وعلى هذا التفسير أيضا بكون؟ التي؟ غير الأول لأن المواد في زمان الابتداء والتزيد. وعلى هذا التفسير أيضا يكون الني غير الأول لأن المواد في زمان الابتداء والتزيد غير تامة * النضج (2055) ؛ وهذا هو الحق. وكيف لا تكون كذلك، وإلأ كان قوله أول المرض * تكررا (2056) لا فائدة فيه. فإذا عرفت هذا فنقول: لا يجوز استعمال الدواء المسهل في هذين الوقتين، وذلك لوجوه ثلاثة. أحدها أن المواد تكون ساكنة فيأتيها ذلك * فتحركها (2057) وهي غير مؤاتية للجروج والبروز فتتحرك ويكثر حجمها، وحينئذ إما أن تنصب إلى عضو آخر فتعظم البلية، وإما أنها تمدد العضو الكائنة فيه فيزداد الألم وتقوى الآفة. وثانيها أنه متى كان كذلك قويت المقاومة بين الطبيعة والدواء، وذلك لأن الطبيعة المدبرة للبدن شحيحة بالمواد الكائنة في البدن سواء كانت فاسدة أو غير فاسدة. فإنه ليس لها شعور يفعلها غير أن المواد * متى (2058) كانت نضيجة واتت في الخروج والانجذاب للدواء المسهل بسهولة. ومتى لم يكن كذلك استعصت وامتنعت من الخروج والدواء بجذبها * بخصوصيته (2059) فيه فيطول زمان الجذب والمقاومة بينهما مع مقاومة الطبيعة المدبرة للبدن وفي ذلك إجحاف بالقوة على ضعفها. وثالثها أنه متى كان كذلك انجذب أولا لطيف المادة ورقيقها فإنه PageVW5P053A أقبل للخروج والبروز من غليظها وفي ذلك مضرة عظيمة لأن مدته تطول وتمتد فإن القدر الخارج هو الذي كان يعينها على نضج المادة وتهيئها للجروج. وقوله: لا ينبغي أن يستعمل ذلك، اعلم أن هذا الكلام يصلح أن يكون إشارة إلى الدواء المسهل ويصلح أن يكون إلى التحريك الذي هو أعم من الدواء. فإن التحريك أعم من الدواء المسهل على ما علم لكنه بالمسهل أولى. فإن المحرك قد يستعمل في أول المرض على سبيل التجفيف على ما عرفت، ولذلك لما كان * حال (2060) المحرك كذلك لم يقربه بلفظة إنما الدالة على الحصر بل الذي قرن بها لفظة المسهل الذي هو الحقيقي أو نقول إن الحضر للمسهل فقط والألم يصح الاستثناء للمرض المهتاج. فإن المحرك يستعمل في مبادئ الأمراض سواء كانت مهتاجة أو غير مهتاجة متى دعت الحاجة إليه بخلاف المسهل الحقيقي فإنه لا يستعمل في مبادئ الأمراض إلا أن تكون مهتاجة.
البحث التاسع
قوله: إلا أن يكون المرض مهتاجا، اعلم أن الاستثناء هاهنا * عائد (2061) إلى قوله إو في أول المرض، أي أن الدواء المسهل والمحرك لا يجوز استعمالهما في مبادئ الأمراض إلا أن تكون مهتاجة لا إلى قوله نيا. فإن المواد النية لا يكاد تكون منها أمراض مهتاجة. وأيضا فإن أول المرض أقرب المفهومين والمهتاج أصله مأخوذ من هيجان النار واضطرابها ومنه يقال للحيوان المتحرك للسفاد هائج ثم استعيرت هذه اللفظة للمواد المتحركة فإنها متى كانت كذلك لم يمكن صاجبها القرار بل يعرض له قلق وكرب بحلاف ما إذا كانت ساكنة هادئة فإنها لا تكون كذلك وصرنا نبادر إلى الاستفراغ في مثل هذه الأمراض من غير انتظار النضج جوفا من انصباب المادة إلى عضو شريف أو من عضو مرؤوس إلى عضو رئيس أو من بليد * الحس (2062) إلى قوية. وأيضا فإن مثل هذه المادة ليس فيها ممالنعة للخروج والانجذاب لا متقلقلة متزعزعة في أمكنتها فهي لذلك مواتية للخروج.
البحث العاشر:
قوله وليس يكاد في أكثر الأمر أن يكون المرض مهناجا، قال جالينوس ما أحسن ما وضع في قوله وليس يكاد * في أكثر الأمر (2063) أن يكون المرض مهتاجا فإن هذا يعرف بالتجربة. وذلك لأن سيلان الكيموسات من عضو إلى عضو قلما يكون. وأما في أكثر الأمر فإن الكيموسات ساكنة ثابتة في عضو واحد وفي ذلك العضو يكون نضجها في مدة زمان المرض كله إلى أن ينقضي. واعلم أن حكم الإمام أبقراط بقلة عروض الأمراض المهتاجة إنما هو بحسب بلاده أي بلاد الصقالبة وإلا فهذا القدر يختلف باختلاف عروض البلدان والجهات والأسنان والسخنات وعندد ذلك لا يصح إطلاق الحكم بقلة عروض المهتاج وكثرته دون غيره من الأمراض.
23
[aphorism]
قال * أبقراط (2064) : ليس ينبغى أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكنه ينبغي أن يستغنم الاستفراغ ما دام الشيء الذي PageVW5P053B ينبغي أن يستفرغ هو المستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ PageVW1P023B حتى يعرض الغشي وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان المريض * محتملا (2065) له.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث خمسة.
صفحة غير معروفة