شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- ١ - الْإِعْرَاب عاتبا حَال وأمضى السيوف خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ أمضى السيوف مضاربا فى نصبها ثَلَاثَة أوجه تَمْيِيز وبأسقاط حرف الْجَرّ أى فى مضَارب وَقيل مفعول لأَجله وَقد جَاءَ التَّمْيِيز بِالْجمعِ فى قَوْله ﴿الأخسرين أعمالا﴾ الْمَعْنى يَقُول لم غضب وَمَا سَبَب غَضَبه فَمَا أعرف لى ذَنبا أوجب غَضَبه على وَقَوله أمضى السيوف أى لَا سيف أمضى مِنْهُ مضربا
٢ - الْغَرِيب التنائف جمع تنوفة وهى الْمَفَازَة والسباسب جمع سبسب وهى الآرض الْبَعِيدَة القفر الْمَعْنى يَقُول مالى بَعيدا عَنهُ إِذا اشْتقت إِلَيْهِ رَأَيْت بينى وَبَينه مفاوز وقفارا بعد مَا كنت قَرِيبا مِنْهُ وَهُوَ قَوْله
(وَقد كَانَ يدنى ... . الْبَيْت ...)
٣ - الْمَعْنى أَنه جعل مَجْلِسه كالسماء لعلو قدره وَجعل من حوله كالكواكب وَجعله كالبدر بَينهم وَقَالَ الْخَطِيب شبه مَجْلِسه بالسماء وَجعله بَدْرًا وَحَوله كواكب فَهُوَ كَقَوْلِه أَيْضا
(اُقَلِّبُ مِنْكَ طَرْفِى فِى سَماءٍ ... وإنْ طَلَعَتْ كَوَاكِبُها خِصَالًا)
٤ - الْإِعْرَاب المنصوبات كلهَا على الْحَال وَقَالَ الْخَطِيب على التَّمْيِيز وحنانيك كلمة مَوْضُوعَة مَوضِع الْمصدر اسْتعْملت مثناة كَأَنَّهُ حنان بعد حنان أى تحننا بعد تَحَنن وَكَذَلِكَ لبيْك من لب بِهِ إِذا لزمَه هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ يُونُس الْيَاء فِيهَا منقلبة عَن ألف أجراها مجْرى على وَإِلَى تبقى مَعَ الْمظهر وتنقلب مَعَ الْمُضمر الْمَعْنى حسبى كفانى وَقَوله حسبى موهوبا أى أَنا أشكر من وهبنى وأنشر ذكره وَكفى بِهِ واهبا أى أشرف الواهبين
1 / 70