شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْإِعْرَاب نصب فتانة عطفا على مَعْمُول ذكرت بِهِ عَيْشًا أى وَذكرت بِهِ فتانة وعدى النفح على الْمَعْنى لَا على اللَّفْظ كَأَنَّهُ قَالَ أَصَابَت الْمَعْنى يَقُول ذكرت امْرَأَة تفتن عَيناهَا وَيقتل هَواهَا إِذا شم شيخ روائحها عَاد شبابه والنفح تضوع رَائِحَة الطّيب وَهُوَ مثل قَول الصنوبرى
(بلَفْظٍ لوْ بدَا لِحَليفِ شَيْبٍ ... لَفارَقهُ وعادَ إِلَى شَبابِهِ)
٩ - الْغَرِيب الشهب جمع أَشهب يعْنى الدرة وَيجوز أَن يكون عَنى بِالشُّهُبِ جمع أَشهب يعْنى الْكَوْكَب لذكره الْبَدْر وَيجوز أَن يكون جمع شهَاب وَهُوَ النَّجْم قَالَ تَعَالَى ﴿فَأتبعهُ شهَاب ثاقب﴾ الْمَعْنى يُرِيد أَن لَوْنهَا مثل لون الدّرّ الذى قلدت بِهِ وهى بدر فى الْحسن وقلائدها كالكواكب وَلم يكن قبلهَا بدر يُقَلّد الْكَوَاكِب وَهَذَا عجب
١٠ - الْإِعْرَاب قَوْله ويالى يحْتَمل أَن يكون أَرَادَ اللَّام الْمَفْتُوحَة الَّتِى للاستغاثة كَأَنَّهُ اسْتَغَاثَ بِنَفسِهِ من النَّوَى وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ اللَّام الْمَكْسُورَة الَّتِى للمستغاث من أَجله كَأَنَّهُ قَالَ يَا قوم اعجبوا لى من النَّوَى وَحذف ياءات الْإِضَافَة تَخْفِيفًا لِأَن الكسرة تدل عَلَيْهَا وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَيَا قوم﴾ وَقد حذف الْيَاء من الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وَقفا ووصلا من قَوْله تَعَالَى ﴿يَوْم يَأْتِ لَا تكلم نفس إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وأثبتها وصلا الحرميان والنحويان الْمَعْنى يُرِيد يَا شوقى مَا أبقاك فَلَا تنفذ ويالى من النَّوَى استغاثة كَأَنَّهُ يَقُول يَا من لى يمنعنى من ظلم الْفِرَاق وَيَا دمعى مَا أجراك وَيَا قلبى مَا أصباك وَحذف الْكَاف المنصوبة للمخاطبة بالنداء // وَهَذَا كُله تعجب //
1 / 59