شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- ٤ - الْمَعْنى يَقُول وَمن خلقت لَهُ عين كعينك ملك الْقُلُوب بِأَهْوَن سعى وَقَوله أصَاب الحدور السهل فى المرتقى الصعب مثل مَعْنَاهُ سهل عَلَيْهِ مَا يشق على غَيره وَيُرِيد أَن المرتقى الصعب لَهُ حدور سهل
١ - الْمَعْنى حزن يحزن وأحزن يحزن بِمَعْنى يُقَال حزنه الْأَمر وأحزنه وَقَرَأَ نَافِع بالرباعى وَقَوله لَا يحزن الله هُوَ دُعَاء لَهُ أَن لَا يحزنهُ الله بِشَيْء لِأَنَّهُ إِذا حزن يحزن مَعَه أَبُو الطّيب لادعائه الْمُشَاركَة على عَادَته مَعَ الممدوح وَغلط الصاحب فى هَذَا الْبَيْت وَظن أَنه خبر وَلم يعلم أَنه دُعَاء فَرَوَاهُ بِرَفْع الْفِعْل وَإِنَّمَا هُوَ مجزوم على الدُّعَاء فَقَالَ لَا أدرى لم لَا يحزن الله الْأَمِير إِذا أَخذ أَبُو الطّيب بِنَصِيب من القلق وَلَيْسَ الْأَمر على مَا توهم وحزن وأحزن لُغَتَانِ وَالرجل حَزِين ومحزون
٢ - الْمَعْنى يُرِيد الذى سر جَمِيع النَّاس من السرُور ثمَّ بَكَى لحزن أَصَابَهُ سَاءَ بكاؤه الَّذين سرهم فَكَأَنَّهُ بَكَى بعيونهم وحزن بقلوبهم لما يصيبهم من الأسى والجزع وَالْمعْنَى إِنَّك إِذا بَكَيْت بَكَى النَّاس لبكائك وحزنوا بحزنك فهم يساعدونك على الْبكاء جَزَاء لسرورهم كَمَا قَالَ يزِيد المهلبى
(أشْرَكْتُمُونا جَمِيعا فى سُرُورِكُمُ ... فَلَهْوُنا إذْ حَزِنْتُمْ غيرُ إنْصَافِ)
٣ - الْإِعْرَاب حبيب خبر إِن وَأدْخل بَينهمَا جملَة شَرْطِيَّة وَتَقْدِير الْكَلَام وإنى حبيب إِلَى حبيب حبيبى وَإِن كَانَ المدفون حَبِيبه فَهُوَ حبيبى لأجل محبتى لَهُ الْمَعْنى يلزمنى أَن أحب كل من يُحِبهُ فحبيبه حبيبى وَإِن كَانَ المدفون غَرِيبا منى فَهُوَ حبيب إِلَى لأجل سيف الدولة وحبه لَهُ
1 / 49