سبقت به. والزرافات: الجماعات، واشتاقه من الزرف، وهو الزيادة على الشيىء. ويقال زرفت القوم قدامى، أى قدمتهم فرقًا. وحكي في الزرافة تشديد الفاء، يقال جاء القوم بزرافتهم، أي بجماعتهم؛ وهو غريب. والمعنى أنهم لحرصهم على القتال وجرأتهم، لاينتظر بعضهم بعضًا، لكن كلًا منهم يعتقد أن الإجابة تعينت عليه إذا تشدد الشر لهم. وفي طريقته قول بعض الشعراء
قومٌ إذا هتف الصريخ رأيتهم ... من بين ملجم مهره أو سافع.
سافع: آخذ بناصية فرسه. ومنه قول الله تعالى: " لنسفعًا بالناصية ".
وقول الآخر:
وكنت إذا جارى دعا لمضوفةٍ ... أشمر حتى ينصف الساق مئزري
لايسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
الأصل في الندبة - وإن اشتهرت ببكاء الأموات وقولهم عنده: وافلاناه: - الدعاء، وتسعوا فيه فقالوا: ندب فلان لكذا وكذا، إذا نصب له ورشح للقيام به. ويقولون: تكلم فلان فانتدب له فلان، إذا عارضه. والشاعر يقول: هؤلاء القوم، يعني بني مازن، لحسن محافظتهم وقوة تناهيهم في نصرة المنتسب إليهم والمعلق حبله بحبلهم، لايسألون الواحد منهم إذادعاهم حجة على دعواه، ولايراجعونه في كيفية ماألجأه إليهم، لكنهم يعجلون الإغاثة له. وهذا تعريض منه بما لحقه من قومه أو رآه من عاداتهم عندالاستغاثة بهم. والعرب تقول: يا أخا قريش؛ والمعنى يا واحدًامنهم. ومثله:
إذا استنجدوا لم يسألما من دعاهم ... لأية حرب أم بأي مكان
وقد وصف بني مازن غير واحد من الشعراء بمثل ما وصفهم هذا الشاعر، فمن ذلك قول بعضهم:
نفسي فداء لبني مازن ... من شمس في الحرب أبطال
وقول الآخر:
فهلا سعيتم سعى عصبة مازن ... وهل كفلائي في الوفاء سواء
1 / 25