ما قبله متحركًا كغلامي وداري: كان لك فيه وجوهٌ: تحريك الياء وهو الأصل، وتسكينه تخفيفا، وحذفه من النداء إذا قلت يا غلام، وإبدال الألف منها مع انفتاح ما قبلها كقولك وابأباهما ويا غلاما أقبل. وإذا سكن ما قبله فمتى كان واوًا أو ياءً أدغم فيه ولم يكن بدٌ من تحريكه لئلا يلتقي ساكنان، تقول مسلمي في الجميع ومسلمي في التثنية. وإذا كان ما قبله ألفًا كعصاي وقفاي وهواي، لم يكن بدٌ من الإتيان به على الأصل، وهو تحريكه، لئلا يلتقي ساكنان أيضًا، ولا يجوز الإدغام ها هنا كما جاز مع الواو والياء، لأن الألف لا تدغم في شيء ولا يدغم فيها غيرها، لكنها هوائيةً لا معتمد لها في المخرج، إلا في لغة هذيلٍ، لأنهم يبدلون من الألف الياء ويدغمون. على هذا قوله:
سبقوا هوىً وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنبٍ مصرع
واليمانون: جمع يمانٍ، والنسبة إلى يمنٍ يمنىٌ، لكنه حذف إحدى ياءي النسب وأتي بالألف عوضًا منه. ومثله شآمٍ وتهامٍ، ومعنى البيت هواي راحلٌ ومبعدٌ مع ركبان الإبل القاصدين نحو اليمن، منضمٌ إليهم، مقودٌ معهم، وبدني مأسورٌ مقيدٌ بمكة. وراكبٌ وركبٌ مثل تاجرٍ وتجرٍ. وقد قيل في الجثمان إنه الشخص والجسمان الجسم، هكذا قاله الأصمعي. والشخص إنما يستعمل في بدن الإنسان إذا كان قائمًا. والخليل ذكر في العين أن الجثمان والجسمان بمعنىً واحدٍ. وأصعد في الأرض: أبعد، وحكي أن صعدة اسمٌ علمٌ للأرض، وأن الصعيد منه. ولهذا قيل لحمر الوحش: بنات صعدة، وأولاد صعدة. وهذا إن ثبت فهو كما يقال بنات البر. وقوله " جنيبٌ " أي مجنوبٌ مستتبعٌ. وذكر أن بعضهم يرويه " حثيثٌ "، والصحيح الأول لفظًا ومعنىً.
عجبت لمسراها وأنى تخلصت ... إلي وباب السجن دوني مغلق
يقول: تعجبت من سير هذه الخيال إلي، ومن حسن توصلها مع هذه الحال، وهو أن باب السجن مرتجٌ دوني. فأما تعجبه من سيرها فعلى غادة العرب والشعراء في وصف الخيال، وذاك أنهم يجرونها مجرى المرأة نفسها، فيستطرفون منها ما
1 / 41