وهذا التشبيه أبرز ما يقل في الاعتياد في صورة من يكثر فيه: ومثله:
فجبهناهم بضرب كما يخ ... رج من خربة المزاد الماء
أي وبطعن في اتساعه وخروج الدم منه كفم الزق إذا سال بما فيه وهو مملوء. وغذا يغذو غذاوًّا، إذا سال. وغذاه يغذوه غذوًا. والاسم الغذاء. فأما قول الهذلي:
فالطعن شغشة والضرب هيقعة
فهو حكاية صوت الوقع، وقوله غذا في موضع النصب على الحال، والأجود أن يجعل قد مضمرة.
وبعض الحلم عند الجه ... ل للذلة إذعان
يعتذر من تركهم التحلم مع الأوداء والأقارب، لما كان مفضيًا إلى اكساء ذل، واكتساب خضوع وعار. والتقدير: بعض الحلم إذعان للذلة عند جهل الجاهل. وهذا إذا توهم أن المحتمل إنما فعل ما فعله خوفًا وعجزًا؛ لاميلا منه إلى التجاوز والإغضاء واستبقاء الأخوة والوداد. ويقال: أذعن لكذا: إذا انقادله. ومنه ناقة مذعان. وأذعن بكذا: أقر به.
وفي الشر نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان
قوله في الشر نجاة أراد: وفي دفع الشر، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يريد: وفي عمل الشر نجاة، كأنه يريد وفي الإساءة مخلص إذا لم يخلصك الإحسان. وهذا مثل قولهم: الطعن يظأر أي يعطف، ن وكما قال زهير:
ومن يعص أطراف الزجاج فإنه ... مطيع العوالي ركبت كل لهذم
وهذا الكلام يجري منه مجرى الإعتذار مما أجرى إليه مع القوم، فاعلمه ويقولون أيضًا: من لم تقومه الكرامة قومته الإهانة.
1 / 31