ثم من بعده أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، وأبو عبدالله محمد بن الحسن الشيباني حدثا جميعا عن الحسن بن عمارة ، وعبد الله بن المحزور، وغيرهما، [وهما] عندهم من المجروحين، وهل لرجل عالم أن يقلد رجلا قد عرفه بالجرأة وقلة الورع، هل هذا إلا من الهوى؟ كما قال عليه السلام.
(وتقسمت الأهواء)
أي ذهب كل إلى ما يهوى، وفارق الجماعة على ما اشتهى، وسماه من تبعه من العوام إماما، وكان مذهبا يذهب إليه من مال إليه تعصبا لأمور هذه الدنيا ، ورفضا لأهل الحق والأولياء.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة فإنها هي الناجية ». وقد زيد في هذا الخبر ونقص منه. وقال قوم: >« ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلها ناجية إلا فرقة » واعتبروا أنه لايقال: أمة محمد ضالة في هوى. وقال قوم: من هي الناجية يا رسول الله؟ فقال: « ما أنا عليه وأصحابي ». ووقف قوم عن هذا الخبر ولم يصدقوه ولم يكذبوه.
وروى حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لاتكونوا إمعة تقولوا إذا أحسن الناس أحسنا وإذا أساء الناس أسأنا ».
صفحة ٦٤