والاعتقاد : من أفعال القلوب، وهو مقدم على سائر الأفعال، وليس يعترض على ذلك قول من يزعم أن النية غير العقد، فإنه يحتاج للعقد إلى نية ، وذلك محال عندنا، وهو مأخوذ من: عقدت ونويت في اللغة اصطلاحا، وله في الكتاب مسرح ، وفي اللغة مساغ، لأن بالعقول تدرك غوامض العلوم، وحقائق الأشياء، والمجتهد في ذلك مصيب.
وقد قيل: إن الحق عند الله في واحد، من أخطأه هلك. وفي الاجتهادين إذا اختلفا كلام ليس هذا موضعه، وإنما غرضنا شرح ما قاله يحيى بن الحسين عليه السلام، في هذا الكتاب مذهبا وتعليلا، ولايلزم قول من قال: إن الشكر على الشكر واجب.
وقد قال البستي في ذلك:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة.... علي بها في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله.... وإن طالت الأيام واتصل العمر
وشكر الله على أربعة أوجه: بالقلب، واللسان، والجوارح، تشترك في ذلك باجتناب المعاصي وأداء الفرائض ، والفاسق لايكون شاكرا.
صفحة ٣٤