============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية وقال الغزالى: "وقد انتهى إلى ذلك جماعة يكثر عددهم منهم محمد بن عمرو المغربي، وعبد الرمن بن إبراهيم دحيم، وابراهيم التميمي، وحجاج بن قراقص، وحفص العابد المصيصي، وزهير وسليمان الخواص، وإيراهيم الخواص.. كاتوا يستعينون بالجوع على طريق الآخرة، وذكر بعضهم أن من طوى أربعين يوما من الطعام ظهرت له قدرة من الملكوت -أي كوشف ببعض الأسرار الإلهية" انتهى قال ابن عربي: وكان بدأ سهل في هذا الطريق سجود القلب- وكم من ولي كبير الشأن طويل العمر مات وما حصل له سجود القلب، ولا علم أصلا أن للقلب سجوذا مع تحققه بالولاية ورسوخ قدمه فيها- وكان سجوده إذا حصل لا يرفع رأسه أبذا من سجدته، فهو ثابت على تلك القدم الوحدة التي تتفرع منها أقدام كثيرة، وأكثر الأولياء يرون تقلب القلب من حال إلى حال- ولهذا سمى قلبا- وصاحب هذا المقام، وإن تقلبت أحواله، فمن عين واحدة هو عليها ثابت يعبر عنها بسجود القلب، ولهذا لما رآي سهل في ابتداء دخول طريق أن قلبه سجد، وانتظر آن يرفع، فبقى حائرا فما زال يسأل شيوخ الطريق عن واقعته فما وجد أحدا يعرفها، فإنهم أهل صدق لا ينطلقون إلا عن ذوق محقق.. فقيل له: إن في عبادان شيخا معتبرا لو رحلت إليه؟
ففعل فقال له: أيها الشيخ، أيسجد القلب؟ فقال: إلى الأبد.
قوجد شفاءه عنده فلزم خدمته.
فالله تعالى يؤتى ما شاء من علمه من يشاء من عباده، { يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} [غافر: 15].
ومن فوائده: الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا، فإذا انتبهوا ندموا، فلم ينفعهم ندم.
وقال: من الأولياء من إذا مر على قوم عصاة فسلم عليهم أوسلموا عليه فيغفر الله لهم جيع ذنوبهم وأمنهم من عذابه، ومنهم من لا تأكل النار من جالسهم ولو لحظة أو حضر ازهم وقال: الصبر عن النساء خير من الصبر عليهن، والصبر عليهن خير من الصبر على النار.
وسثل عن ذات الله! فقال: ذات الله موصوفة بالعلم، غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية
صفحة ٧٦