-09 11 الروحاته الالقا بروجاى 7 لائمة السلف الضوفية للشيخ شمس اللهن أبو لابت فحهل بن عجل الملك اللبلمى تحفى ورراسه ل ل 8 وبب ودا ها أخمكاب الشيخ مجمدمضطلف والقادر يا لنبوي الشا فعيا لبرلم السيلاني
صفحة ١
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٢
============================================================
شرح الأنفاس الروحانية لأئمة السلف الصوفية الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الملك الديلمي المتوفى بعد سنة 589ه_ فضيلة الشيخ أحمد بن الشيخ محمد مصطفى القادري البربلي السيلاني الشيخ أحمد فريد المزيدي من علماء الأزهر الشريف
صفحة ٣
============================================================
ل،لا 1 حارالانارا لاسلامية للطياعه والنشر 176600 ع جميع الحقوق محفوظة الكتاب: شرح الأنفاس الروحية لاثمة السلف الصوفية لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو ب المؤلف: شمس الديزابو ثايت محمد يوعبد الله الديلمى تخزينه أو تسجيله بأية وسيلة، أو تصويره حقيق ودراسة: الشيخ احمد فريد المزيدي دون موافقة كتابية من الناشر.ف الناشرة دار الآتار الإسلامية، بربلي سر يلانكا الطبعة الاو: 1428 ه 2007م :رقم الإيداع 2007/1671 977-6156-41- الترقيم الدول طبع والقاهرة
يطلب من: دار الفنون بارة دارة الكرز للمنشر مكتبة الحرمين هالعرز للتوزيع للتوزيع للتوزيع
7اش منشية البكري 140 ر الجديدة 211144 القاهرق مصر تلفون:455130 0182 200062411610انه0 299142139
صفحة ٤
============================================================
للرح الافاد الرحاتية لانسة السلق الصفية
صفحة ٥
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٦
============================================================
2
صفحة ٧
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٨
============================================================
اللهاحاي يرگايچا تقدي وتقررظ لفضيلة الشيح أحمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عيد السميع ابن الشيخ محمد ابن الإمام الكامل والولي الكبير العارف بالله المدفون بجنة المعلى المحقق الداهي إلى الحق والدين: الشيخ مصطفى ابن باوا آدم القادري التبوي الشافعي البربلي السيلاني الحمد لله الذي فتح لأوليائه طريق الوسائل، وأجرى على السنتهم الطاهرة أنواع الفضائل، فمن اقتدى بهم انتصر واهتدى، ومن حاد عن طريقهم انتكس وتردى، ومن تمسك بأذيالهم أفلح وأدرك ومن قابلهم بالاعتراض انقطع وهلك.
أ حمده حمد من علم أن لا ملجأ منه إلا إليه، وأشكره شكر من تحقق أن خيري الدتيا والآخرة بيديه، وأستعينه استعانة من لا يعول في الأمور إلا عليه.
وأصلى وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد خلق الله الكريم وأفضاله.
فهذا كتاب "شرح الأنقاس الروحانية"، يحتوي على أقوال أهل المنازل والحضرات من أئمة السلف المتقدمين، الذين سلكوا طريق القوم العارفين، وبالسنة الشريفة متشرعين، فأسسوا قواعد التصوف وأصول المحققين.
وقد جمع ذلك إمام عالم عامل له تبحره في معرفة أصول ومذاهب السلف والخلف، فجاء كتابه هذا مؤنقا مرتبا وموثقا، ليظهر به ما خفي على الجهلة المدعين من أن طريق المتصوفة مخالف لما عليه السلف الصالحين.
صفحة ٩
============================================================
تقديم وتقريظ الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد مصطفى القادري واعلم أنه قال تعالى في السابقين الأولين من المهاجرين، والأنصار: و للفقرآء المهنجرين الذين اخرجوأ من ديرهم وأموالهذ يبتمون فضلا من الله ورضوانا وتنصرون الله ورسولهه أولكبك هم الصد قون وآلدين تبؤه وآلدار وآلإيمن من قبلهم يحيون من هاجرالتهم ولا يجدون فى صدورهنم حاجة مما أوثوأ وسؤلرو عليى أنفسهم ولوكان بينم خصاصه ومن يوق شخ نفسه فأولكبك هم المفلحوب * [الحشر: 9-8].
ووصف الله المهاجرين الأولين ب * اؤلكبك هم آلقدقون، ووصف الأنصار ب وفأؤكيك هم المفيخوت *، ووصف الآخرين بالدعاء لمن سبقهم فحصل لهم مرتبة الدعاء وهى مرتبة كاملة، ورتبة عالية شاملة، مرتبة الأنبياء، والمرسلين، والملائكة المقربين.
وروى البخاري بسنده إلى المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله : "الا يزال ناس من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون"(1).
قال أبو عبد الله: هم أهل العلم.
وروى البخاري رححه الله آيضا بسنده إلى معاوية ه قال: سمعت رسول الله يقول: لامن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم، ويعطى الله، ولا يزال أمر هذه الأمة مستقييا حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتى أمر الله"(1).
فالعلم رحمك الله هو الذي كان عليه السلف الصالح المقتفى آثارهم، والخلف التابع المقتدى بهديهم، وهم الصحابة أهل السكينة والرضا، ثم التابعون لهم بإحسان من أهل الزهد والأمر والنهي، والعالم هو الذي يدعو الناس إلى مثل حاله حتى يكونوا مثله، فإذا نظروا إليه زهدوا في الدنيا لزهده فيها كما كان ذو النون قين يقول: جالس من يكلمك علمه لا من يكلمك لسانه.
وقد قال الحسن قليه قبله: عظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك.
وقال سهل : العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل: وقد روي معنى ذلك عن رسول الله أنه قيل له: أي جلسائنا خير؟
فقال: لامن ذكركم بالله تعالى رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله (1) رواه البخاري (2984)، ومسلم (2920).
(2) رواه البخاري (69)، ومسلم (1719).
صفحة ١٠
============================================================
تقديم وتقريظ الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد مصطفى القادري فالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء هم الورعون في دين الله عل، الزاهدون في فضول الدنيا التاطقون بعلم اليقين والقدرة لا علم الرأي والهوى، والصامتون عن الشيهات والآراء لا يختلف هذا إلى يوم القيامة عند العلماء الشهداء على الله تعالى برأي قائل ولا بقول مبطل جاهل: كما روي عن عبد الله بن عمرو له عن النبي : "اصلح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها يالبخل والأمل".
وقال يوسف بن أسباط: كتب إلي حذيفة المرعشي: ما ظنك بمن قد بقي لا يجد أحدا يذكر الله تعالى معه إلا كان آثما وكانت مذاكرته معصية، وذلك أنه لا يجد أهله؟
قلت ليوسف: يا أبا محمد وتعرفهم؟
قال: لا يخفون علينا، ويقال أن الأبدال إنما انقطعوا في أطراف الأرض واستتروا عن أعين الجمهور؛ لأنهم لا يطيقون النظر إلى علماء هذا الوقت ولا يصبرون على الاستماع لكلامهم، لأنهم عندهم جهال بالله تعالى وهم عند أنفسهم وعند الجاهلين علماء، فقد صاروا من أهل الجهل، وأهل الجهل بالجهل على الوصف الذي قاله سهل ه: إن من أعظم المعاصي الجهل بالجهل والنظر إلى العامة واستماع كلام أهل الغفلة أيسر عندهم؛ لأنهم لا يعدمون ذلك حيث كانوا من أطراف الأمصار؛ لأن العامة لا يموهون في الدين ولا يغرون المؤمنين ولا يذعون أنهم علماء لأنهم يتعلمون وبالجهل معترفون، فهم إلى الرحمة أقرب ومن المقت أبعد.
وكان أبو محمد الجريري يقول: قسوة القلب بالجهل بالعلم أشد من القسوة بالمعاصي؛ لأن الجاهل بالعلم تارك ومدع والعاصي بالفعل مقر بالعلم.
واعلم أن العبد إذا باين الناس في كل شيء من أحوالهم انفرد عن جمعهم ولم يألف أحذا منهم وإن باينهم في أكثر أحوالهم اعتزل عن الأكثر منهم، فإن فارقهم في بعض الأحوال ووافقهم في بعض حاله خالط أهل الخير وفارق أهل الشر: فعليك بآثار السلف الصالح الذين هم على منهج أهل الحق، لا الذين ضلوا طريق الحق، كمن ادعوا أن الصوفية ليسوا على منهج السلف، وهؤلاء واضح جهلهم.
فإن قال قائل: فما الدليل؟
قلنا: أليس أصحاب هذه الأنفاس المذكورة في هذا الكتاب من أثمة السلف وقادتهم
صفحة ١١
============================================================
تقديم وتقريظ الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد مصطفى القادري امثال : الجنيد، والسري، وسهل، وذي النون والبسطامي وغيرهم وبهذا يتضح لك أيها القارىء الكريم أن أصل التصوف من الكتاب والسنة وهدي الأئمة، وأنه ليس ببدعي ولا خارج عنهم، فعليك بمعرفة المنهج السديد للسلف الصالح.
العبد الفقير الحقير إلى الله السميع البصير الواجي عفو الله العلي الكبير بجاء سيدنا البشير النذير تراب أقدام أصحاب الوراثة المحمدية من سلسلة القادرية النبوية الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد السميع ابن الشيخ محمد ابن الشيخ مصطفى ابن باوا آدم القادري النبوي الشافعي البربلي السيلاني شيخ الطريقة القادرية النبوية حفظه الله تعالى ونفع به العلم والعلماء 17 من شهر ذي الحجة 1427من الهجرة النبوية المصطفوية وصل اللهم على سيدنا محمد وسلم كثيرا
صفحة ١٢
============================================================
اللهاخلل مقدمة التحقيق الحمد لله الذي أسعد أولياءه بإخلاص طاعته، ونقمهم بوجوه حقائق وحدانيته، وآيدهم بمداومة مناجاته، وخصهم بخصوصية الذين اختصهم لنفسه، والقى عليهم محبته، واستعملهم بما اختار لنفسه، واختار قلوبهم لذكره وطهر آرواحهم بمحيته، وكنفهم بقربه، وأفرغ عليهم مواهبه، وأظهر عليهم كلامه، وأجرى على ألسنتهم الحكمة، وكان هو دليلهم وقائدهم وسائقهم ومؤدبهم وأنسهم.
والصلاة والسلام على خير الأنام وصفوة الحق على الدوام سيدنا محمل المبعوث هداية ورحمة من الرحيم الرحمن، نور اللهه ونور الخلق، وتاطقة صوره الخاصة من عياد الرحمن، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين الكرام، وصحبه الغر المحجلين ذوي الصلاح والإكرام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض على الكريم المنان.
وبعد.. فهذا "شرح الأنفاس الروحانية" يضاف لأول مرة إلى المكتبة الإسلامية الترائية، ليكون بيانا وبرهانا لمقتفي آثار أتمة السلف الصوفية.
وقدقمت بضبطه وتصحيحه، وتخريجه والتعليق عليه، والتقديم له بعمل دراسة تشمل رجال الأنفاس الوارد ذكرهم وأقوالهم في هذا الكتاب المبارك: والله الموفق للخير والصواب، والهادي لما فيه صلاح العباد، وصليى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليتما كثيرا.
صفحة ١٣
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية ابو القاسم الجتيد هو سيد الطائفتين ومفتي الفريقين وإمامهم وتاجهم وطاووس العباد وقطب العلم والعلماء، ومقدم الجماعة وإمام أهل الخرقة وشيخ طريق التصوف، بهلوان العارفين، مرجع أهل السلوك في زمنه فمن بعده.
أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخراز القواريري حقدس الله روحه ونور ضرچه وهو نهاوندى الأصل، بغدادي المنشأ، كان أبوه يبيع الزجاج، فلذلك كان يقال له: القواريري، وكان هو خرازا.
لقبه الأستاذ أبو القاسم القشيري قدس الله روحه في رسالته بسيد الطائفة وإمامهم، ولقبه جماعة من الشيوخ بتاج العارفين في حكاية.
وقال الشيخ الفرغاني: كان الجنيد وأبو الحسن النوري يسميان ببغداد طاووسا العباد.
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله: كان الجنيد قطبا في العلم، أصله من نهاوند وهى مدينة من الجبل قيل: إن نوحا الظ بناها.
مولده ومنشأه بالعراق، وكان شيخ وقته، وفريد عصره، ومن كبار آئمة القوم وسادتهم، ومقبول على جميع الآل، وكلامه في الحقائق مشهور.
تفقه على أبي ثور صاحب الإمام الشافعي، وكان يفتي في حلقته، وقيل: بل كان فقيها على مذهب شفيان الثوري. وصحب قدس الله روحه- خاله أبا الحسن سري السقطي، والحارث المحاسبي وغيرهما من المشايخ. وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
وصحبه أبو العباس بن شريج الفقيه الشافعي، وكان إذا تكلم في الأصول والفروع بكلام أعجب الحاضرين، فيقول: أتدرون من أين لي هذا؟ هذا من بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد.
قال الشيخ ابن عجيبة: وكان شيخ العارفين وقدوة السالكين وعلم الأولياء في زمانه.
وقال أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي: كان الجنيد بن محمد قد سمع الحديث الكثير من الشيوخ، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الجوابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله عند أحد من قرنائه، ولا ممن أرفع سنا منه ممن
صفحة ١٤
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية كان ينسب منهم إلى العلم الباطن والعلم الظاهر في عفاف وعزوفي عن الدنيا وأبنائها، لقد قيل لي أنه قال ذات: يوم كنت أفتي في حلقة أبي ثور الكلبي الفقيه ولي عشرون سنة.
وكان ورده في كل يوم ثلاثماثة ركعة وكذا كذا ألف تسبيحة.
وقال ابن الأطعاني: وقد تخرج بصحبته خلائق في سلوك طريق الله لو ذكرتهم لطال الكلام.
وقال ابن عجيبة: وكلامه وحقائقه مدون في الكتب، ثم انتشر التصوف في أصحابه وهلم جرا ولا ينقطع حتى ينقطع الدين.
وقال أبو نعيم: اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه وصار شيخ وقته وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية وطريقة الوعظ، وله آخبار مشهورة وكرامات مأثورة.
وله مكاتبات كثيرة مشتملة على درر من المعارف والحقائق في غاية النفاسة يطول ذكرها.
وقال جعفر الخلدي: قال الجنيد ذات يوم: ما أخرج الله إلى الأرض علما وجعل للخلق إليه سبيلا إلا وقد جعل لي فيه حظا ونصيبا.
وكان الجنيد شيخ الطائقة يتكلم على يضع عشر قال: وماتم في أهل مجلسه عشرون.
وقال ابن الأطعاني: وقد تخرج بصحبته خلائق في سلوك طريق الله لو ذكرتهم لطال الكلام.
وقد أجمع على الاقتداء بعلماء لجمعهم بين علمي الظاهر والباطن، وهم: الحارث بن أسد المحاسبي، وأبو القاسم الجنيد، وأبو محمد رويم، وأبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي، وابن عطاء.
ونقل الشيخ الماجري ما يدل على عظم قدر الإمام الجنيد ومكانة طريقته المرضية العلية بقوله: فمما نقلته من كلام الشيخ أبي محمد صالح تلميذ سيدي آبي مدين الغوث قدس الله أسرارهم - أنه قال: لما قدمت من بلاد المشرق وأخذت في استعمال هذا الطريق، أنكر علي ذلك فقهاء الوقف، وبدعون حتى ضاق صدري، وعيل صبري، فدعوت الله تعالى إن كان ما أنا عليه من هذا الطريق مما يقربني إليه فييسره علي، فرأيت فيما يرى النائم قائلا
صفحة ١٥
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية يقول لي: "لا تلتفت إلى هؤلاء الفقهاء المنكرين، ولا تسألهم إلا في مسائل الفقه فكلهم أرضيون ما فيهم سماوي، ثم عليك برسالة القشيري وحقائق السلمي ومنهاج العابدين؛ ففيها ما تطلبه، وخذ الطريق عن آربابه، مثل محمد بن واسع، وسفيان الثوري، ومالك بن دينار، والجنيد، وشقيق، وإبراهيم، والفضيل، وغيرهم".
فاستخرت الله في ذاك واستعنته، وعالجت منه ما قدر حتى فتح الله لي بما هو حظي وقال السراج الطوسي: إن الجنيد البغدادي مع كثرة علمه وتبحره وفهمه ومواظبته على الأوراد والعبادات وفضله على أهل زمانه بالعلم والدين، فكم من مرة طلب وأخذ وشهدوا عليه بالكفر والزندقة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقال التادلي حينما ترجم له في كتاب المعزى: وهذا الإمام ممن اتفق على جلالته المتقدمون والمتأخرون وله كرامات وآيات أضربنا عنها اختصارا إذ الجبل لا يحتاج إلى مرساة.
المزين بفنون العلم، المتوشح بجلابيب التقوى والحلم، المنور بخالص الايقان، المؤيد العالم بمودع الكتاب، العامل بمحكم الخطاب، الموفق فيه للبيان والصواب.
كان كلامه بالنص مربوطا، وبيانه بالأدلة مبسوطا.
رزق من القبول وصواب القول ما لم يقع لغيره، بحيث كان إذا مر بشارع بغداد وقف الناس له صفوفا كالملوك: ولم ير في عصره من اجتمع له علم ومال غيره.
وكنت إذا رأيت علمه رجحته على ماله وعكسه، وناهيك بجعلهم من العقائد الدينية والأصول الاسلامية أن نعتقد أن طريقه وصحبه طريق مقوم.
وقال ابن عربي في الفتوحات: هو سيد هذه الطائفة.
وكان من الفقهاء المعتقدين الشافعية، تفقه على أبي ثور وكان يفتي بحضرته وهو ابن عشرين سنة، ولم تزل أعناق الفريقين له خاضعين، وعلى تبجيله مجتمعين في كل عصر وحين.
وقد نقل شيخ الشافعية في الروضة عنه: قبيل الصيام، فإن أخذ المحتاج من صدقة التطوع أفضل من أخذه من الزكاة.
أخذ التصوف عن خاله السري وحارث المحاسبي الذي قال: نعم، خذ من علمه
صفحة ١٦
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية وأدبه، ودع عنك تشقيقه للكلام ورده على المتكلمين، ثم لما وليت سمعته يقول: جعلك الله صاحب حديث صوفيا لا جعلك صوفيا صاحب حديث.
قال الغزالي: أشار إلى أن من حصل الحديث والعلم ثم تصوف أفلح ممن تصوف قبل العلم وانتهى وكان يقول: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.
قال ابن عربي: يقصد أنه نتيجة عن العمل عليهما، وهما الشاهدان العدلان.
وصحب الجنيد من هذه الطائفة أربع طبقات، كل طبقة ثلاثين رجلا، وانتهت إليه الرئاسة.
وكان صائم الدهر لا يفطر إلا إذا دخل عليه إخونه فيأكل معهم وهو ساكت ويقول: ليست المساعدة مع الإخوان بأقل من فضل الصوم.
وأقام عشرين سنة لا ياكل إلا من الأسبوع إلى الأسبوع، وورده كل يوم ثلثمائة ركعة.
وكانت الكتبة يحضرون مجلسه لألفاظه، والفقهاء لتقريره، والفلاسفة لدقة نظره ومعانيه، والمتكلمون لتحقيقه، والصوفية لاشاراته وحقائقه.
ودخل عليه إبليس في صورة نقيب وقال: أريد أن أخدمك بلا أجرة فقال له: افعل، فأقام يخدمه عشر سنين فلم يجد قلبه غافلا عن رئه لحظة واحدة، فطلب الانصراف، وقال له: أنا إبليس، فقال: عرفتك من أول ما دخلت، وانما استخدمتك عقوبة لك، فإنه لا ثواب لأعمالك في الآخرة، فقال: ما رأيت قوتك يا جنيده فقال له: اذهب يا ملعون، أتريد أن تدخل علي الإعجاب بنفسي؟ فخرج خاستا.
وكان إذا طلب أحد من الطريق يقول: اذهب فاخدم الملوك ثم تعال، فإن بداية طريقنا نهاية مقام بعض الملوك.
ومن فوائده وحكمه: لو أقبل على الله آلف سنة ثم أعرض لحظة كان ما فاته أكثر مما وقال: من لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء ويأخذ أدبه عن المتأدبين أفسد من اتبعه.
وقال: العراف من نطق عن سرك وأنت ساكت.
وقال: ما أخذنا التصوف عن القيل والقال، بل عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوف.
صفحة ١٧
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية وسثل ما الفرق بين المريد والمراد؟ فقال: المريد تولته سياسة العلم، والمراد تولته رعاية الحق، فإن المريد يسير والمراد يطير، وأين السائر من الطائر؟!.
وقال: الاخلاص سر بين العيد وبين الله، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيهلكه.
وقال: الصادق ينقلب في اليوم أربعين مرةه والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين وقال: الاستثناس بالناس حجاب عن الله، والطمع فيهم فقر الدارين: وقال: لا يسمى عبد عاقلا حتى لا يظهر على جوارحه شيء ذمه ربه.
وقال: بني الطريق على أربع: لا تتكلم إلا عن وجود، ولا تأكل إلا عن فاقة، ولا تنم إلا عن غلبة، ولا تسكت إلا عن خشية.
وقال: صفاء القلوب على صفاء الذكر وخلوصه من الشوائب.
وقال: كلام الأنبياء عن حضور، والصديقين عن المشاهد.
وقال: من زعم آنه يعرف الله وهو كاذب ابتلاه بالمحن وحجب ذكره عن قلبه وآجراه على لسانه، فإن تنبه وانقطع إليه وحده كشف عن المحن، وإن داوم السكون إلى الخلق نزعت من قلوبهم الرحمة عليه، وألبس لباس الطمع فيهم، فتصير حياته عجزا وموته كمذا وآخرته أسفا، نعوذ بالله من الركون لغيره.
وسئل عن العارف ! فقال: لون الماء لون إنائه، أي: هو بحكم وقته.
وقال: مكابدة العزلة أشد من مداواة الخلطة.
وقال: التصديق بعملنا هذا ولاية، واذا فاتتك المنة في نفسك فلا تفتك أن تصدق بها في غيرك، فإن لم يصبها وابل فطل} [البقرة: 265].
وقال: يجعل أحدكم بينه وبين قلبه مخلاة من الطعام ويريد أن يجد حلاوة المناجاة!
وقال: كنت بين يدي السري ألعب وأنا ابن سبع، والجماعة يتكلمون في الشكر، قال رجل: يا غلام، ما الشكر؟ قلت: ألا يعصي الله بنعمة، فقال: ما أحسن هذا! أخشى أن يكون حظك من الله لساتك.. فلا أزال أبكى على هذه الكلمة.
وسئل ما بال أصحابك إذا سمعوا القرآن لا يتواجدون ولا يتحركون بخلاف ما إذا
صفحة ١٨
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية سمعوا الرباعيات؟ فقال: لأن القرآن كله أحكام ومواعظ كلفوا بالعمل بها، ومز كلف بشيء لا يطرب به، ولست كذلك الرباعيات، فإنها كلام جنسها ومما عملته آيديهم بخلاف القرآن، فإنه حق صدر عن حق، فلا مجانسة بينها بينه.
وقال: ما أخرج الله علما إلى الأرض وجعل للخلق إليه سبيلا إلا وجعل لي فيه حظا ونصييا.
وقال: القرآن الكريم كلام الله، وهو صعب الإدراك والرباعيات كلام المحبين المخلوقين.
وقال لأبي بكر الشبلي: إن خطر ببالك من الجمعة إلى الجمعة غير الله فلا تعد ثانيا؛ قإنه لا يجيء منك شى في الطريق.
وقال: لو رأيتم الرجل قد تربع في الهواء ومشى على الماء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروه عند الأمر والنهي، فإن كان عاملا بالأمر مجتنبا لما نهى عنه فاعتقدوه.
وقال: من ادعى أن له حالأ مع الله أسقط عنه التكليف وهو حاضر العقل فهو كاذب، ومن يسرق ويزني أحسن حالأ ممن يقول ذلك.
وقال: ما بلغ أحد درجة الحقيقة إلا وجب عليه التقيد بحقوق العبودية وحقيتتها، وصار مطالبا بآداب كثيرة لم يطالب الله بها غيره.
وقال: الروح شيء استأثر الله بعلمه، ولا تجوز العبارة عنه بأكثر من موجود.
وقال: لو كنت ذا سلطان لضربت عنق كل من يقول (ما ثم إلا الله) لأنه يلزم من ظاهر مقالته هذه نفي الخلق ونقي جميع الشرائع المتعلقة بهم.
وقال: أقل ما فى الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
وقال: ما دام الشاكر يطلب من الله المزيد بشكره فهو غريق في حظ نفسه، إنما الشكر أن يرى العبد أنه ليس بأهل أن تناله الرحمة لشهوده كثرة معاصيه.
وقال: إذا صدق المريد أغناه الله عن حفظ النقول بنور يجعله في قلبه، يفرق به بين الحق والباطل: وقال: الطريق مسدود إلا على المتبعين آثار المصطفى
صفحة ١٩
============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية وقال: طريق التصوف عنوة لا صلح فيها.
وقال: التوحيد الذي انفرد به الصوفية انفراد القدم من الحدث، والخروج عن كل محبوب يقطعهم عن الله، وترك الاعتماد على كل ما علم وجهل، وأن يكون الحق مكان الكل لا يعول إلا عليه.
وقال: قد طوي علم التوحيد متذ زمان، وإنما الناس يتكلمون في حواشيه.
وقال: سبب اضطراب القلب والجوارح عند السماع أنه تعالى لما خاطب الذر في الميثاق الأول بقوله: الشت بربكم) (الأعراف: 172] استفرغت عذوبة سماع كلامه الأرواح، فإذا سمعوا نغما طيبا حركهم لذكرة وقال: تشزل الرحمة على الفقراء في ثلاثة مواطن: عند السماع والطعام ومجاراة العلم وقيل له: ممن استفدت هذا العلم الذي لم يسمع من مشايخك؟ قال: من فعودي تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة.
وقال: لا يصفوا قلب الآخرة إلا إن تجرد عن حب الدنيا.
وقال: حقيقة المشاهدة وجود الحق مع فقداتك.
وقال: المشاهدة إدراك الغيوب بأنوار الأسرار عند صفاء القلب من الدنس، وخلوصة من الأضداد والأغيار في مراقبة الجبار، فيصير كأنه ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق من صفاء المعرفة وبرد اليقين.
وقال: العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رعوس الملوك.
وقال: لولا أنه روي أنه: لايكون في آخر الزمان زعيم القوم أرذلهم(1" ما تكلمت عليكم وقال: إن بدت ذرة من عين الكرم والجود ألحقت المسيء بالمحسن، وبقيت أعمالهم فضلأ لهم فقال: ابن عطاء متى تبدو؟ فقال: هي بادية، قال تعالى: "سبقت رحمتي غضبي(3".
وقال: من الأعمال مالا يطلع عليه الحفظة وهو ذكر الله بالقلب، وما طويت عليه (1) رواء أبو نعيم في حلية الأولياء (236/10).
(2) رواه البخاري (2745/6)، و أحمد (242/2).
صفحة ٢٠