============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية الشيخ ابو حمزة البزاز(1) هو الامام الحافظ شيخ القراء: أبو حمزة البغدادي البزاز، صحب الجنيد والسري بن المغلس السقطي وبشرا الحافي، كان يتكلم ببغداد في مسجد الرصافة قبل كلامه في مسجد المدينة، وكان ينتمي إلى حسن المسوحي، وكان عالما بالقراءات، وتكلم يوما في جامع المدينة، فتغير عليه حاله وسقط عن كرسيه، ومات في الجمعة الثانية، ومات قبل الجنيد، وكان من رفقاء أبي تراب النخشبي في أسفاره، وهو من أولاد عيسى بن أبان، وكان أحمد بن حنبل إذا جرى في مجلسه شيء من كلام القوم يقول لأبي حمزة: ما تقول فيها يا صوفي؟ ودخل البصرة مرارا.
من كلامه: قال أبو حمزة يقول: من المحال أن تحبه ثم لا تذكره ومن المحال أن تذكر ثم لا يوجدك طعم ذكره ثم يشغلك بغيره.
وقال أبو إسحاق بن الأعمش قال رجل لي سألت أبا حمزة: فقلت: أسأل؟ فقال: سل؟ فقلت: لم أسأل، فقال: لأنك تسأل أن تسأل.
وقال خير النساج: سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم، فوقفت على راهب فقلت له: عندك من خبر من قد مضى؟ قال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
وقال: استراح من أسقط عن قلبه محبة الدنيا، وإذا خلا القلب من محبة الدنيا دخله الزهد، وإذا دخله الزهد أورثه ذلك التوكل: وقال: من رزق ثلاثة أشياء مع ثلاثة أشياء، فقد نجا من الآفات: بطن خال مع قلب قانع، وفقر دائم مع زهد حاضر، وصبر كامل مع ذكر دائم.
وقال محمد بن عبد الله بن المتأنق البغدادي: سمعت الجنيد يقول: وافى أبو حمزة من مكةه وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه، وشهيته، فقال: سكباج، وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان، وخلا وعشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة، ووضعناها في حير لنا، وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ (1) انظر: طبقات الصوفية للسلمي (10)، (ص245)، والطبقات الشعرانية الكبرى (116/1)، ونتاتج الأفكار القدسية (177/1).
صفحة ٧٣