============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية ابوالعباس أحمد بن محمد بن سهل بن صطاء الادمى(1) عارف ورعه معروف، وزهده موصوف، وأعماله مبرورة وجاهداته مشهورة، تعم وكان ذا ديانة رست أطوادها، وصيانة أثمرت أعوادها، منزلته ثابتة الأساس، ورتبة عالية شامخة عند الناس، ولم يزل يدأب في الخدمة حتى كان يختم كل ليلة ختمة، صحب الجنيدوغيره.
ومن كلامه: من الزم نفسه آداب السنة عمر الله قلبه بنور المعرفة.
وسثل: إلى ما تسكن قلوب العارفين؟ قال: إلى "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لأن في بسم الله هيبته، وفي اسمه الرحمن عونه ونصرته، وفي الرحيم محبته ومودته.
وقال: سبحان من فرق بين هذه المعاني في لطائفها، وبين هذه الأسامي في غوامضها.
وقال: علامة الصادق رضا القلب بالمكروة.
وقال: علامة الولي أربعة: صيانة سره فيما بينه وبين الله، وحفظه جوارحه فيما بينه وبين أمر الله، واحتمال الأذى فيما بينه وبين الخلق، ومداراة الخلق على تفاوت عقولهم.
وقال: من شاهد الحق بالحق انقطعت عنه الأسباب كلها، وما دام يلاحظ شيئا فهر غير مشاهد لحقيقة الحق، وهذا مقام من صفت له الولاية، ولم يحجب عنه في المنتهي والغاية.
وسئل عن حديث لاطلب العلم فريضة(0" فقال: علم الحال وعلم الوقت، وعلم السر في جهل الوقت، فمن لم يعلم ذلك فقد جهل العلم الذي أمربه.
وقال: قوام الإسلام وشرائعه بالمنافقين، وقوام الايمان وشرائعه بالعارفين.
مات سنة تسع أواحدى عشرة وثلاثمائة.
(1) انظر: طبقات الصوفية (265)، الحلية (302/10)، الرسالة القشيرية (146/1).
(2) رواه ابن ماجه (81/1)، والبزار في مسنده (1/ 172).
صفحة ٤٠