============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية منع اللسان من الكلام لأنه سبب السردا وجالب الآفات فاذا نطقت فكن لربك ذاكرا واذا سكت فعد موتك آت قال: فيكيت وكتبت بأصبعي في الأرض: وما من كاتب إلا سيلى ويقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب يكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه فصاح الشاب فيمات، فقمت لأجهزه وأدفنه وإذا بقائل: خلف عنه، فإن الله وعده ألا يتولاه إلا ملائكته، فالتفت فلم أره.
وقال: يينما أنا أسير في بعض سياحتي، فإذا أنا بصوت حزين كثيب موجع القلب، أسمع الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول: سبحان مفني الدهور، خرب الدور، سبحان باعث من في القبور، سبحان مميت القلوب، فاتبعت الصوت فاذا بإنسان يقول: سبحان من لا يسع الخلق إلا ستره، سبحانك. فاتبعت الصوت، فإذا بإنسان يقول: سبحان من لا يسع الخلق إلا ستره، سبحانك، ما ألطفك بمن خالفك، وأوفاك بعهدك سبحانك ما أحلمك على من عصاك.
ثم قال: سيدي، بحلمك نطقت، وبفضلك تكلمت، فيا إله من مضى قبلى ومن يكون بعدي بالصالحين فألحقني، ولأعملهم وفقني ثم قال: إن الزهاد والعباد نزل بهم الزمان فأبلاهم، وحل بهم البلاء فأفناهم فهل انتظر إلا مثل ما أصابهم فانصرفت وتركته باكيا.
وقال: دخلت غارا بجبل، فوجدت فيه رجلأ يتعبد، فسألته عن مسألة في المحبة، فذاب كما يذوب الرصاص ثم صار قدر النطفة بلا عظم ولا لحم، فالتقطته بقطنة ودفنته.
وقال: بيشما أنا أسير في جبال ببيت المقدس إذ سمعت قائلا يقول: ذهبت الآلام عن أبدان الخدام، ولهيت بالطاعة عن الشراب والطعام، وألفت أبدانهم طول القيام بين يدي الملك العلام، فتبعت الصوت، فإذا هو شاب أمرد قد علاه اصفرار، يميل الغصن إذا ميلته الريح، فلما رآني توارى مني بالشجر، فقلت له: ليس الجفاء من أخلاقهم فأوصني فخر ساجذا، وجعل يقول: هذا مقام من لاذ بك واستجار بمعرفتك وألف محبتك، فيا إله
صفحة ٣٤