الذي أنزل الله عليك، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربك ورب كل شيء، وبكل ما جاء من ربك من شرائع الإيمان والإسلام، وأنا قبلت ذلك، فإن أدركتك فبها ونعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي يوم القيامة ولا تنسني فإني من أمتك الأولين، وبايعتك قبل مجيئك، وقبل إرسال الله إياك، وأنا على ملتك وملة إبراهيم أبيك خليل الله- صلى الله عليه وسلم-، وختم الكتاب بالذهب، ونقش عليه: لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله، وكتب على عنوان الكتاب: إلى محمد بن عبد الله خاتم النبيين، ورسول رب العالمين صلوات الله عليه، من تبع الأول حمير بن وردع أمانة الله في يد من وقع إليه أن يوصله إلى صاحبه.
- الذي أنت عليه يكون عليه، ويقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم يقتلوا في موطن، ثم تكون العاقبة له، ويظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد، قال: وما صفته؟ قال: رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، في عينيه حمرة، يركب البعير، ويلبس الشملة، سيفه على عاتقه، لا يبالي من لاقى: أخ أو ابن عم أو عم حتى يظهر أمره، قال تبع: ما إلى هذه البلد من سبيل، وما كان ليكون أن خرابها على يدي، فخرج منصرفا إلى اليمن.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه [11/ 18] من حديث عباد بن زياد المري عمن أدرك قال: أقبل تبع يفتتح المدائن ويقاتل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود، فظهر على أهلها وجمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي مكة، يكون قراره بها، اسمه أحمد، وأخبروه أنه لا يدركه، فقال تبع للأوس والخزرج: أقيموا بهذه البلدة فإن خرج فيكم فوازروه، وصدقوه، وإن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم، وأنشد يقول:
حدثت أن رسول المليك ... يخرج حقا بأرض الحرم
ولو مد دهري إلى دهره ... لكنت وزيرا له وابن عم
صفحة ١٠١