بالإحراق، ويلزم ذلك أن تفارقه الحِدَّةُ واللذع (١) . وأما تجفيفه، فلا يلزم أن يقل كثيرًا؛ فكذلك الحريرُ إذا أُحرق وغُسل بعد ذلك، كان تجفيفه - مع أنه زائد - فهو خالٍ من اللذع والحدة. وأجودُ إحراقه: أن يجعل فى كوز، ويُسَدُّ رأسه ثم يودع الفرن أو يجعل فى رمادٍ حارٍّ.
وإذا كان الحريرُ غير محترق، فقد يستعمل جِرْمه، وقد تُستعمل سلاقته أو نقوعه. وإذا استُعمل جرمه، فلابد من تصغير أجزائه، وذلك قد يكون بالقرض البالغ - وهو الأفضل والأكثر - وقد يكون بالسَّحْق. وإنما يتأتَّى ذلك، إذا كان معه ما يعده لذلك، وذلك هو الأجسام الشديدة القبول للإسحاق، وهى الأجسام اليابسة، كالبُسَّذِ (٢) واللؤلؤ والكهرباء (٣) ونحو ذلك، بما يليق خلطه بالحرير.
وإذا استُعمل نقوعه أو سلاقته، فيجب أن يكون ذلك بعد إطالة مدة النقع وأن يكون النقع فى ماءٍ حارٍّ، أو فى رطوبة أخرى مسخِّنة. وكذلك، يجب أن تكثر (٤) مدة طبخه، ويكثر غليانه. والسبب فى ذلك، أن أجزاء الحرير متلازمةٌ فإنما يسهل أن تنفصل منه أجزاءٌ تُمازج المائية، إذا فُعل به ما قلناه.
_________
(١)،: الدع، هـ: اللدع.
(٢):. يسد.
(٣) البُسَّدُ (المرجانُ) نباتٌ بحري ينبت في جوف البحر. واللؤلؤ معروف. والكهربا: صمغ السندروس، وهو حجر أصفر مائل إلى الحمرة، شفَّاف، يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك يسمى كاه ربا أي سالب التبن بالفارسية (المعتمد في الأدوية المفردة ص ٢٤، ٤٣٨) .
(٤):. يكثر.
1 / 87