107

التعريف بشكسبير

تصانيف

Marloew

لكتابة الروايات والقصائد، ولكنه يقول إن «مارلو» كتبها متخفيا؛ لأنه كان مطاردا على خطر من الاعتقال والموت، فكتب اسمه على قبر بحار يعرفه وظل متخفيا في زاوية مجهولة حتى مات، فانقطع شكسبير عن التأليف.

وربما بلغت بعض الظنون مبلغ اللعب بالألغاز في النظريات والتخمينات المتأخرة من ابتكارات المحدثين، وأشبهها بلعب الألغاز تلك النظرية التي يقول صاحبها بنسبة تواليف شكسبير إلى حلقة من النبلاء، وعلماء اللغة يشترك فيها اللوردات أكسفورد ودربي وروتلاند وباكون وآخرون، وأقوى ما في أظانين المؤلف من حجة على زعمه أن أسلاف هؤلاء النبلاء ممجدون - فوق اللازم - في بعض الروايات ... وما من حجة من هذا القبيل تثبت لمحة عين أمام اعتراض واحد يرد عليها، وهو استحالة كتمان السر الذي يشترك فيه أولئك النبلاء والأدباء ومن حولهم أعوانهم من الحاشية ومديري المسارح والممثلين.

1 •••

ومن مساوئ هذه الدعاوى أنها تجتذب إليها المتهوسين وعشاق الأفانين كما تجذب إليها المولعين بفض الأغلاق وحل الرموز والألغاز، فينحرف البحث فيها عن سوائه ويشترك فيه طلاب الحقائق وطلاب الحيل وضروب المهارة والتوفيق بين الغرائب والأقاويل.

وهكذا حدث في موضوع المباحث التي تدور على أصالة شكسبير، فكان ممن تصدى لها من أفضى به الهوس بهذه الدعوى إلى مستشفى المجانين، ومنهم من كان يكتب حكايات الشرطة واللصوص وحكايات التزييف والتضليل على التخصيص، ومنهم من كان يشتغل بالجاسوسية الدولية أو يتتبع أخبار هذه الجاسوسية، وقل في أسانيدهم جميعا ما يستحق التوقف عنده وإطالة النظر فيه، وليس من السهل تلخيص هذه الأسانيد في بضع صفحات، ولكنها قد تلخص في ثلاثة أبواب من الأسانيد يوزن كل منها بميزان قريب يبين حظه من الرجحان.

فأول أبواب هذه الأسانيد وأضعفها، باب الرموز والحروف المدسوسة بين السطور، ويصعب نقلها من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية لارتباط الهجاء بالمعنى في الرموز التي يستدلون بها على الأسماء والكنايات، وأيسر الأمثلة فهما اعتمادهم على المشابهة بين كلمة باكون

Bacon

اسم الفيلسوف المعروف وكلمة باكون بمعنى لحم الخنزير، فإنهم يحسبون تكرار الكلمة مقصودا للإيحاء باسم المؤلف المستور، ولكن هذا التكرار يماثله تكرار بمقداره أو أكثر منه في الكلمات المشتركة بين أسماء الأشياء وأسماء الرجال والنساء، وقد لهجوا بكلمة شاذة ملفقة

2

صفحة غير معروفة