شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار
تصانيف
كان من افاضل الصوفية المجاورين فى بقعة الشيخ الكبير ابى عبد الله «2» رحمة الله عليه ذا حظ تام من العلوم ونصيب وافر من الآداب مرتاضا مجاهدا للنفس قد فتح الله تعالى عليه ابواب المعرفة من بداية امره فكان يتكلم فى الأحوال المختلفة والأوصاف المتفرقة واكثر اشعاره فى واقعات الطريق وآفات السالك ولكلامه ظاهر يحتظى به العوام وباطن يدركه اولو الفطن والأفهام موزون بميزان اهل الطريقة مكنونة فيه اسرار الحقيقة قد سافر «3» البلاد وجال فى الأقاليم وحج بيت الله تعالى مرارا ماشيا* وطاف حواليه حاسرا حافيا «4» ووقعت له وقائع* ودخل بيت الأصنام بسومنات فكسر الصنم الأكبر بها «5» ورأى الشيوخ الكبار وادرك اولياء الله كثيرا* وصحب الشيخ شهاب الدين عمر السهروردى وكان معه فى السفينة «6» وقيل كان يسقى الماء ببيت المقدس وبلاد الشام مدة مديدة حتى رأى الخضر عليه السلام فأرواه من زلال الأفضال والأنعام ولما رجع الى شيراز استقامت احواله واعماله وادرك من الكرامة ما لا يدركه امثاله ونال جاها رفيعا وعزا منيعا واتخذ خانقاها يطعم فيه الفقراء والمساكين ويقصده طوائف المسلمين ينال رواتب احسانه الخواص والعوام ويصيب من سماط انعامه الطير والوحش والأنعام، وجرى بينه وبين الأمير اصيل الدين عبد الله «1» شى ء فرأى الأمير فى منامه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاتبه على ذلك فلما انتبه جاء الى الشيخ فاعتذر اليه واسترضاه، وله كرامات جرت به الألسنة وملئت «2» منها الأمكنة توفى فى سنة احدى وتسعين وستمائة «3» ودفن في صفة «4» خانقاهه العالية «5»، ومن جملة ابياته السائرة التى الاحظ فيها حالى وكأنه ينطق بها عن لسان «6» عجزى وابتهالى:
صفحة ٤٦٢