شاعر أندلسي وجائزة عالمية

عباس محمود العقاد ت. 1383 هجري
55

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

تصانيف

Jardines Lejanos ، وديوان أناشيد الرعاة، ثم لحقت بها وهو يقارب الثلاثين مجموعاته التي سماها بالقصائد الصافية والقصائد الوسطى والقصائد الشجية، وبدأ في هذه الفترة تخطيط كتابه الأشهر عن حماره الذي سماه

أي الصائغ الفضي، وقال عنه ناقد «الفيجارو» الفرنسية: إنه قل في أدب العالم الحديث أن يوجد كتاب له قدرة هذا الكتاب على الرجوع بالإنسان إلى طفولة السن وطفولة الفطرة في أحضان الطبيعة، ويظهر أنه بدأ فيه ولم يقصد الانتهاء من كتابته لتوه، ليجعله بمثابة مفكرات فنية لحياته في الريف، فقضى في تدوين هاته المذكرات عشر سنوات، وأظهره بعد عودته من رحلته الأولى إلى أمريكا الشمالية (1917)، ولا شك أنه أدل كتبه عليه.

وله مجموعات شتى من القصائد والمقطوعات والفصول والمحاضرات، آخرها وأهمها فصول عن «الله المريد

Dios Deseado » أودعه خلاصة فلسفته في العقيدة والحياة، وزبدة هذه الخلاصة في عبارة وجيزة أن الله أقرب ما يكون إلى من يرقبون آيات الجمال في خلقه، ويؤثرون بساطة النعمة على كثافة المتعة في مطالب الحياة، وهي مبذولة لمن يقنع بها ويرتضيها.

وقد اخترنا للشاعر الناقد المتأمل نماذج من الشعر والنثر صالحة لتعريف القارئ العربي به في مراحل تطوره من بواكيره إلى خواتيمه التي استوى فيها على أوجه، ولم نرتبها على حسب الزمن؛ لأن القارئ يميز بينها في غير جهد ولا تردد، فكل ما كثرت فيه الصنعة وظهر فيه حب المحاكاة وتجربة الملكة فهو من أعمال صباه، وكل ما اطمأن فيه الشاعر إلى البساطة والسلاسة فهو من صنعة النضج والفكرة المستقلة، أو من الفن الذي قال عنه أنه يسمى «فنا» وكفى؛ لأن الجيد من كل مدرسة هو الفن الذي تتلاقى فيه مدارس الذوق والنقد، ويتخطى حدود الأوقات وفوارق الأذواق والآراء.

ولقد قيل إن «الاستحداث» وصل إلى الأدب الإسباني مع «داريو» وانفصل عنه مع خيمنيز، ولا بد من التفرقة بين الشعر المستحدث والشعر الجديد؛ فإن الاستحداث عرضة لآفة الولع بالتغيير والابتداع مخالفة للمألوف على قياس وعلى غير قياس، وليس التجديد في كتبه في كثير من الأحيان غير تصحيح المقاييس التي يقاس بها الشعر الخالد السائغ للإنسان في جميع العصور.

بلاتيرو وأنا

بلاتيرو: حمار صغير وافر الشعر ناعم الملمس، يخيل إليك من فرط نعومته أنه مصنوع من القطن بغير عظام، لولا مرآتان لامعتان من الكهرباء السوداء كأنهما جعلان بلوريان، هما عيناه!

أرسله فينطلق إلى المرج يتنسم بأنفه الأزاهير اللطاف موردة ولازوردية ومذهبة، وأدعوه مترفقا: بلاتيرو! فيقبل إلي في ركضة مرحة كأنها ضحكات خفية مترنمة.

يأكل كل ما أعطيه، ويلتذ البرتقال واليوسفي، والعنب العنبري، والتين القرمزي تنديه قطراته العسلية.

صفحة غير معروفة