سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -

عدنان الجابري ت. غير معلوم
14

سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -

الناشر

دار الأوراق الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ

تصانيف

ذلك، فقدم مكة، وأهلها لا يعلمون بخبر خيبر ولا بإسلامه، فقال لقريش متقربا إليها: إن محمدًا قد أسِر ونُكب أصحابه، فلما بلغ العباس ذلك اشتد عليه وغمَّه، فخرج حتى لقي الحجاج في خلوة، فسأله عن الخبر، فقال: اكتم علي فداك أبي وأمي جميع ما أقول لك ثلاثا حتى آخذ مالي عند زوجتي، ثم أظهر الأمر إني قد أسلمت، فَسُرِّيَ عنهُ، فلما مضت ثلاثة أيام وخرج الحجاج يريد رسول الله ﷺ، غدا الْعَبَّاس فوقف على باب أم شيبة، فقال: أين الحجاج؟ قالت: خرج يبتاع مما غنم أهل خيبر من محمد وأصحابه، فقال: ذاك والله الباطل، لقد خلص ماله، وإنك لا تحلين له حتى تتبعي دينه، فقالت: صدقت والثواقب (١). وهذا من قسم الجاهلية وقد أبطل الإسلام هذا، فلا يحل لأحد أن يحلف إلا بالله ﷿ كما في الحديث: «من كان حالفا، فليحلف بالله أو ليصمت» (٢). وأما أم جميل بنت عمير فاسمها هند، وقد تزوجها عثمان بن طلحة ﵁، وهو الذي دفع إليه رسول الله ﷺ مفتاح الكعبة، وقد ولدت له شيبة ووهبًا (٣).

(١) المصدر السابق، ٤/ ١٨. والثواقب: الشهب المضيئة. الرازي: مختار الصحاح، ص٤٩. (٢) البخاري: صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب كيف يستحلف، ٣/ ١٨٠، رقم (٢٦٧٩). (٣) مصعب بن عبد الله الزبيري: نسب قريش، ص٢٥٣.

1 / 18