** الأول :
حيث الماء والمناخ والمراعي.
** والآخر :
كانت تلجئ جماعات كثيرة إلى التنقل الدائم والرحيل عن الأوطان ومغادرتها ، وعدم الاستقرار في منطقة معينة.
هل كان للعرب حضارة قبل الإسلام؟
يستنتج مؤلف كتاب « حضارة العرب » من دراسته لأوضاع العرب الجاهلية أن العرب كانوا أصحاب حضارة عريقة سبقت الإسلام بقرون.
فالقصور الضخمة التي أقاموها في مختلف نقاط ومناطق الجزيرة العربية ، والعلاقات التجارية التي كانت لهم مع ارقى شعوب الأرض ، شواهد قوية على تمدنهم وحضارتهم الغابرة ، لأن قوما أنشأوا المدن العظيمة قبل الرومان بقرون كثيرة وكانت علاقاتهم بارقى واكبر شعوب الأرض وثيقة ، لا يمكن عدهم همجا ، وشعبا بلا حضارة.
ثم إنه يستدل في موضع آخر من كتابه على حضارة العرب الغابرة بادابهم ووحدة وكمال لغتهم إذ يقول :
« ولو كان التاريخ صامتا إزاء حضارة لقطعنا مع ذلك بوجودها قبل ظهور « محمد » بزمن طويل ، ويكفي لتمثلها أن نذكر أنه كان للعرب آداب ناضجة ولغة راقية.
والحق أن الآداب واللغة من الامور التي لا تأتي عفوا ، وهي تتخذ دليلا على ماض طويل ، وينشأ عن إتصال امة بأرقى الامم اقتباسها لما عند هذه الامم الراقية من التمدن إذا كانت أهلا لذلك ».
وقد خصص المؤلف المذكور صفحات عديدة في كتابه لإثبات حضارة عريقة وعظيمة للعرب قبل الإسلام معتمدا في ذلك على ثلاث امور :
1 وجود لغة راقية.
صفحة ٣٩