ولكن ومع الأسف لا يجدان أثرا من « عبد الله » بين رجال القافلة!!
وبعد التحقيق يتبين أن « عبد الله » قد تمرض أثناء عودته في يثرب ، فتوقف هناك بين اخواله لكي يستريح قليلا ، فاذا تماثل للشفاء عاد إلى أهله في « مكة ».
وكان من الطبيعي أن يغتم هذان المنتظران « عبد المطلب وآمنة » لهذا النبأ ، وتعلو وجهيهما آثار الحزن ، والقلق وتنحدر من عيونهما دموع الأسى والاسف.
فأمر « عبد المطلب » اكبر ولده : « الحارث » إلى أن يتوجه إلى « يثرب » ، ويصطحب معه « عبد الله » إلى مكة.
ولكنه عند ما دخل يثرب عرف بأن أخاه : « عبد الله » قد توفي بعد مفارقة القافلة له بشهر واحد ، فعاد الحارث إلى مكة ، فاخبر والده « عبد المطلب » ، وكذا زوجته العزيزة « آمنة » بذلك ، ولم يخلف « عبد الله » من المال سوى خمسة من الابل ، وقطيع من الغنم ، وجارية تدعى « ام أيمن » صارت فيما بعد مربية النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم (1).
صفحة ١٩٧