192

قال المحقق نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد : ويجب في النبي العصمة ... وعدم السهو ، وكل ما ينفر عنه من دناءة الآباء وعهر الامهات ... (1).

وقد وافقه على هذا العلامة القوشجي الاشعري في شرح التجريد (2).

وقال العلامة المتكلم المقداد السيوري في اللوامع الالهية : ويجب أن لا يكون مولودا من الزنا ولا في آبائه دني ولا عاهر (3).

وفاة عبد الله في « يثرب » :

لقد بدأ « عبد الله » بالزواج فصلا جديدا في حياته ، وأضاء ربوعها بوجود شريكة للحياة في غاية العفة والكمال هي زوجته الطاهرة « آمنة » وبعد مدة من هذا الزواج المبارك توجه في رحلة تجارية وبصحبة قافلة إلى الشام بهدف التجارة.

دقت أجراس الرحيل ، وتحركت القافلة التجارية وفيها عبد الله ، وبدأت رحلتها من « مكة » صوب الشام ، وهي مشدودة بمئات القلوب والافئدة.

وكانت « آمنة » تمر في هذه الايام بفترة الحمل ، فقد حملت من زوجها « عبد الله ».

وبعد مضي بضعة أشهر طلعت على مشارف مكة بوادر القافلة التجارية وهي عائدة من رحلتها ، وخرج جمع كبير من أهل مكة لاستقبال ذويهم المسافرين العائدين. ها هو والد « عبد الله » ينتظر في المنتظرين ابنه « عبد الله » ، كما ان عيون عروسة ولده « آمنة » هي الاخرى تدور هنا وهناك تتصفح الوجوه وتبحث عن زوجها الحبيب « عبد الله » في شوق لا يوصف.

صفحة ١٩٦