[65] وثنا ابن عائذ ، أنبأنا الوليد ، قال : وأنبأنا غير واحد من مشيختنا : أن محمد بن مروان لم يزل واليا لعبد الملك على الجزيرة وأرمينية ، يقاتل خوارج الجزيرة ، وأهل جبال أرمينية وخزر ومن يليهم من تلك الأمم ، حتى توفي عبد الملك ، وولى ابنه الوليد بن عبد الملك الخلافة ، فدعا إلى عزل محمد بن مروان والولاية إلى عمله من الجزيرة وأرمينية ، فلم يقدم عليه أحد منهم ، فأجابه إلى ذلك مسلمة بن عبد الملك ، فسار إليها ، وغزا كل من كان بالباب من الأتراك ، فحاصرهم ورماهم بالمنجنيق ، حتى فتحها الله ، فأخرج أهلها ، وثلم حائطها (ccv[205]).
[ فتح حصن الطوانة ](ccvi[206])
[66] محمد بن عائذ ، قال : وأخبرني الوليد ، قال : وحدثني من أصدق حديثه من مشيخة قريش : أنه بلغه أن الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة ،كاتب طاغية الروم بكتب أمر صاحب أرمينية أن يكتب بها إليه ؛ مما اجتمعت به خزر من غزوة وقلة من معه وكثرة من يتخوفه من خزر ومن تأشب إليهم من ملوك جبال أرمينية ومن فيها من الأمم المخالفة للإسلام ، ففعل ذلك صاحب أرمينية ، وتابع كتبه ، وقطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية ، وأكثفه ، وجهزه ، وقواه ، واستعمل عليه مسلمة بن عبد الملك ، وأعانه بالعباس بن الوليد(ccvii[207]) ، حتى يبلغ من جهازهم ما يريد ، ثم سيرهم إلى الجزيرة، ثم أعطفهم إلى أرض الروم ، ثم أمرهم بالنزول على الطوانة .
صفحة ٣٦