سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
محقق
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التاريخ
وروى الأرزقي خَبرا طَويلا فِي ولَايَة خُزَاعَة بعد جرهم فَتزَوج لحي أَبُو عَمْرو فهرة ابْنة عَامر بن عَمْرو بن الْحَارِث بن مضاض الجرهمي ملك جرهم فَولدت لَهُ عَمْرو بن لحي هَذَا وَبلغ بِمَكَّة وَفِي الْعَرَب من الشّرف مَا لم يبلغع عَرَبِيّ قبله وَلَا بعده فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ الَّذِي قسم بَين الْعَرَب فِي حطمة حطموها عشرَة آلَاف نَاقَة وَقد كَانَ أَعور عشْرين فحلًا وَكَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا ملك ألف نَاقَة فَقَأَ عين فَحل إبِله فَكَانَ قد فَقَأَ عشْرين فحلًا وَكَانَ أول من أطْعم الْحَاج بِمَكَّة سديف الْإِبِل ولحمها على الثَّرِيد وَعم فِي تِلْكَ السّنة جَمِيع حَاج الْعَرَب بِثَلَاثَة أَثوَاب من برود الْيمن وَكَانَ قد ذهب شرفه كل مَذْهَب فَكَانَ قَوْله فيهم دينا مُتبعا لَا يُخَالف وَهُوَ الَّذِي بَحر الْبحيرَة وَوصل الوصيلة وَحمى الحامي وسيب السوائب وَنصب الْأَصْنَام حول الْكَعْبَة وَجَاء بهبل فنصبه فِي جَوف الْكَعْبَة فَكَانَت قُرَيْش وَالْعرب تستقسم عِنْده بالأزلام وَهُوَ أول من غير الحنيفية دين إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَانَ أمره بِمَكَّة مُطَاعًا لَا يعْصى وَكَانَ بِمَكَّة رجل من جرهم على دين إِبْرَاهِيم وَكَانَ شَاعِرًا فَقَالَ لعَمْرو بن لحي حِين غير دين إِبْرَاهِيم ﵊ // (من مجزوء الْكَامِل) //
(يَا عَمْرو لَا تظلم بِمَكَّة ... إنّها بلدٌ حرَام)
(سَائل بعادٍ أَيْن هم ... وكذاك تخترم الْأَنَام)
(وَبنى العماليق الَّذين ... لَهُم بهَا كَانَ السّوام)
فَلَمَّا سمع عَمْرو بن لحي هَذَا الشّعْر أخرجه من مَكَّة فَنزل باضم من اعراض مَدِينَة النَّبِي
نَحْو الشَّام فَقَالَ الجرهمي يتشوق إِلَى مَكَّة // (من الطَّوِيل) //
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتنّ لَيْلَة ... وَأَهلي مَعًا بالمأزمين حُلُول)
(وَهل أرينّ العيس تنفخ فِي البرى ... لَهَا بمنى والمأزمين زميل)
(منَازِل كنّا أَهلهَا لم يحل بِنَا ... زمانٌ بهَا فِيمَا أرَاهُ يحول)
(مضى أوّلونا قانعين بشأنهم ... جَمِيعًا وغالتنا بمكّة غول)
وَاسْتمرّ ملكهم لَهَا ثَلَاثمِائَة سنة حَتَّى كَانَ آخِرهم حليل بن حبشية وَهُوَ الْقَائِل // (من الرجز) //
(وادٍ حرامٌ طيرهُ ووحشه ... نَحن ولاته فَلَا نفشه)
1 / 227