173

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
السَّبَب وَكَانَت مُدَّة ولايتهم ثلاثمئائة سنة وَسَار بعض التبابعة لإِرَادَة هدم الْبَيْت وتخريبه فَقَامَتْ دونه خُزَاعَة وقاتلت عَلَيْهِ أَشد الْقِتَال وَأول من ملك مِنْهُم عَمْرو بن لحي بن ربيعَة بن حَارِثَة بن عَمْرو بن عَامر بن مزيقيا بن مَاء السَّمَاء بن حَارِثَة الغطريف بن امْرِئ الْقَيْس بن ثَعْلَبَة ابْن مَازِن بن الأزد بن الْغَوْث بن نبت بن مَالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابْن يعرب بن قحطان هَكَذَا نسبه ابْن هِشَام وَابْن حزم وَابْن الْكَلْبِيّ وَقد اخْتلف فِي سَبَب ملك خُزَاعَة لمَكَّة فَذكر صَاحب الأرج المسكي فِيمَا تقدم قَرِيبا أَن سَبَب ذَلِك دلَالَة تِلْكَ الْمَرْأَة الْخُزَاعِيَّة مُضر على مَوضِع الْحجر لما دَفَنته إياد حَال خُرُوجهمْ وَاشْتِرَاط خُزَاعَة على مُضر توليتهم حجابة الْبَيْت وَأَخذهم الْعَهْد عَلَيْهِم فِي ذَلِك فولوه وَذكر الزبير بن بكار عَن أبي عُبَيْدَة شَيْئا من خبر خُزَاعَة وجرهم فَقَالَ فاجتمعت خزاعية ليحلوا من بَقِي من جرهم وَرَأس خُزَاعَة عَمْرو بن لحي وَاسم لحي ربيعَة فَاقْتَتلُوا وَوَقعت بَينهم حروب شَدِيدَة طَوِيلَة ثمَّ إِن خُزَاعَة غلبت جرهمًا على الْبَيْت وَخرجت جرهم حَتَّى نزلت وَادي إضم فَجَاءَهُمْ سيل بِاللَّيْلِ فهلكوا جَمِيعًا قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت من شعر لَهُ (وجرهمٌ دمثوا تهَامَة فِي الدَّهْر ... فسالت بِجَمْعِهِمْ إضم) وَكَانَ عَمْرو بن لحي أول من غير دين إِبْرَاهِيم ﵊ فَإِنَّهُ خرج إِلَى الشَّام واستخلف على الْبَيْت وَمَكَّة رجلا من بني ضخم يُقَال لَهُ آكل الْمَرْوَة وَعَمْرو بن لحي يَوْمئِذٍ وَأهل مَكَّة على دين إِبْرَاهِيم على نَبينَا وَعَلِيهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلَمَّا قدم الشَّام نزل بالبلقاء فَوجدَ قوما يعْبدُونَ اوثاثنا فَقَالَ مَا هَذِه الأنصاب الَّتِي أَرَاكُم تعبدونها فَقَالُوا أَرْبَاب نتخذها نستنصر بهَا على عدونا فننصر ونستشفى بهَا من الْمَرَض فنشفى فَوَقع قَوْلهم فِي نَفسه فَقَالَ هبوا لي مِنْهَا وَاحِدًا أتخذه ببلدي فَإِنِّي صَاحب بَيت الله الْحَرَام وإلي وَفد الْعَرَب من كل أَوب فَأَعْطوهُ صنمًا يُقَال لَهُ هُبل فَحَمله حَتَّى نَصبه للنَّاس فتابعته الْعَرَب على ذَلِك

1 / 226