ذكر الشيخ أبو محمد رزق الله بن عبدالوهاب التميمي في مقدمته عن أصول الإمام أحمد وعقيدته قال : ( سأله رجل يوما عن وهب بن وهب القاضي(1) فقال : كان كذابا يضع الحديث ، فقال له السائل : إني من ولده ، فقال : أنا أعتذر إليك ، وأستغفر الله ، والله لا أقولها بعد هذا ، كل ذلك تحرجا وحفظا للسانه رضي الله عنه )(2)، مع أن كلامه كان ديانة وذبا عن السنة ، ولكن ذلك لم يجعله يستطيل فيجرح مشاعر الآخرين ممن لا ذنب لهم ، وهذا أيضا له اصل في السنة ، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء )(3)، ولاشك أن هذا أدب نبوي رفيع كمل به أبو عبدالله رحمه الله ، وزيننا بشيء من زينته وأدبه .
- - - - -
حلمه وصبره على الناس
قال المروذي : ( كان أبو عبدالله لا يجهل ، وإذا جهل عليه حلم واحتمل ويقول : يكفي الله ، ولم يكن بالحقود ولا العجول ... وكان يحتمل الأذى من الجيران )(4).
ومن تسامحه أنه جعل كل من شارك في محنته وآذاه في حل من ذنبه إلا أهل البدع المصرين على بدعتهم ، وكان يقول : ( وما على رجل أن لا يعذب الله بسببه أحدا )(5).
صفحة ٢٣