لدى: بمعنى عند , وتفارق لدن من جهة: أن لدى تستعمل استعمال عند مطلقا , نحو: ... {لدى الحناجر ... } (9) , { ... لدى الباب ... } (10) , { ... وما كنت لديهم إذ يختصمون} (11) ولدن لا تكون إلآ إذا كان المحل محل ابتداء غاية , نحو: جئت من لدنه , وقد اجتمعت لدن وعند في قوله تعالى: { ... آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} (1) , ولو جيء بعند فيهما , أو بلدن فيهما , لصح , ولكن ترك للتكرار , وتفارق لدن أيضا من وجه آخر , وهو أن لدن لا تكون إلا فضلة , بخلاف لدى وعند , بدليل: { ... ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ... } (2) , { ... وعندنا كتاب حفيظ} (3) , ومن وجه آخر أيضا وهو أن جر لدن بمن أكثر من نصبها , حتى أنها لم تجئ في التنزيل منصوبة , وجر عند كثير , وجر لدى ممتنع , وأيضا أن لدى وعند معربان , ولدن مبنية في لغة الأكثرين , إلأ أن قيسا يعربونها (4) , وبلغتهم جاءت [16ظ] قراءة (من لدن) (5) , بضم الدال وكسر النون , وأيضا أن لدن قد تضاف إلى الجملة , كقوله (6):
لدن شبت حتى شاب سود الذوائب (7)
وأيضا أن لدن قد لا تضاف , وذلك أنهم حكوا في غدوة الواقعة بعدها: الجر بالإضافة , والنصب على التمييز , والرفع بإضمار كان تامة (8) , وهذا غاية ما قيل في الفرق بين لدى ولدن وعند , فخذه وكن من الشاكرين.
صفحة ١٢٠