وشدت: معطوفة على حمت.
لطيات: متعلق بها، ونائب فاعل هو المطايا.
وأرحل: معطوف على المطايا، وما بين سيبويه والخليل خلاف مشهور في تعليل المطايا كالخطايا (1).
المعنى: مراده تحصيل الإياس لقومه من الإقامة، وتولعهم بالتأسف والندامة، وتحريض نفسه على الأسفار، والوقف على الطلول، متمثلا بقول الشاعر (2): [من البسيط]
يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال ... عذيب يوما ويوما بالخليصاء (3)
وما ذاك إلا أن ما يحتاج إليه المسافر تم وتيسر، والليل مضيء يتأنس به ولا يتعسر، ويهدي لمعالم الطريق، ولا يحتاج في ارائه إلى رفيق، وبأن المطايا في الأسفار قد زملت اقتابها (4)،وشدت أحلاسها (5) وأكوارها (6)،وما يستصحبه المسافر من الأرحل قد حضرت، ولا ثمة مانع للإعتذار، فلعمري لقد صدق بما قال، وعن الصواب ما حال، فإنه إذا كان الأمر كما ذكر ففيم الإقامة في نادي قوم لا يراعون ذمامه، ولا يرعون له ذمة، ولا يعبأون ويشاهدون له حرمة، ولا يرتضي المكث بدار الهوان، فتى عرضه عن الذل يصان [5و] وقال ابن مقرب (7): ... [من الرمل]
خلياني من وطاء أو وساد ... لا أرى النوم على الشوك القتاد
وارحلا من قبل أن لا ترحلا ... فالبلايا كل وقت في ازدياد
واتركاني من أباطيل المنى ... فهو بحر ليس يروى منه صادي
صفحة ٩٥