[القسم الثاني: القسم المحقق]
[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أدب من اختاره بأدبه (1)،ووفق للحسنى من أراد سعادته في عادته ودأبه, وشرح صدر من انقاد لأوامره بموسى الحكمة، وميز من تخلق بطاعته بالإجلال بين أفذاذ الأمة، وأشهد أن لا اله إلا الله الواحد في ذاته، المنزه عن الشبيه والنظير في أسمائه وصفاته وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، المنزل عليه قرآن في أعلى درجات الفصاحة، المعجز من تحدى بآية منه لذوي البلاغة والرجاحة، المبين لنا من الشريعة رمزا أو سرا، القائل: ((إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا)) (2)، أفصح من نطق بالضاد (3)، وأصدق من تكلم لإرشاد العباد، (- صلى الله عليه وسلم -) وشرف وكرم، ما لهجت العرب بكذا وكيت، وما فاهت بقصيدة أو بيت، وعلى آله وأصحابه الذين فازوا من الفصاحة بالقدح المعلى (4)، وحازوا من مكارم الأخلاق ما هو الأجدى والأولى، أما بعد:
صفحة ٨٦