والوسيلة الأخرى أن تعيش بمواردها في صناعتها ومرافقها التجارية والاقتصادية، وليس في استطاعتها أن تعيش بمواردها الصناعية وثروتها الاقتصادية حين يتقدم العرب في الصناعة، وحين تصبح لهم تجارة تناسب هذا التقدم في إخراج المصنوعات.
إذا عاشت إسرائيل فلا بد لها من الحصول على مواد الخامات بأثمان رخيصة، وهي لا تحصل على هذه المواد بالثمن الذي تقدر عليه حين تتقدم الصناعة في البلاد العربية، وحين تصبح مساوية للصناعة الكبرى أو الصناعة الصغرى في إسرائيل. فإن الأمة العربية التي تتقدم في صناعتها تستفيد بخاماتها، ولا تفرط فيها ليأخذها المنافسون لها في إخراج المصنوعات وبيع السلع ورخص الأثمان.
وإذا أرادت إسرائيل أن تعيش بمصنوعاتها، فلا غنى لها عن بيعها في الأسواق القريبة منها.
وإنها إذا أرسلتها إلى الأسواق البعيدة تضاعف ثمنها وعجزت عن منافسة الصناعة الأوروبية والأمريكية.
أما إذا أرسلتها إلى الأسواق القريبة فهي أسواق البلاد العربية، وهي لن تضمن الرواج في هذه الأسواق إلا إذا كانت تلك البلاد العربية بغير صناعة وبغير مصنوعات.
فتعجيز البلاد العربية إلى الأبد شرط لازم لبقاء إسرائيل معتمدة على مواردها، غير معتمدة إلى غير نهاية على صدقات المتبرعين ومعونة الحماة والنصراء من الدول الأجنبية.
ينبغي أن تظل البلاد العربية عاجزة عن التقدم الصناعي، فريسة للمستغلين من الصهيونيين، لتعيش إسرائيل بثروتها وموارد صناعتها.
ينبغي أن يضرب الحجر الأبدي على بلاد العرب، فلا تكون لها قوة تزيد على قوة إسرائيل في ميدان القتال، ولا تكون لها صناعة تعول عليها وتستغني بها عن الصناعة الصهيونية في أيام السلام.
ولا حاجة إلى كشف الأسرار ولا هدم الجدار للنفاذ إلى ما وراءه من الأغراض والأوطار.
فالمسألة بديهية ملموسة لا يختلف فيها قولان، ولا تقبل التصديق وإن اختلف فيها المكابرون والمغالطون.
صفحة غير معروفة