وحديث الثقلين الذي رواه مسلم وغيره، وحديث الطير المروي عن أنس الذي رواه الترمذي، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم طير فقال: ((اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير)) فجاء علي فأكل معه.
ورواه أحمد في مسنده عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه أبو داود في السنن بسنده عن أنس، وروى ابن المغازلي حديث الطير من عشرين طريقا.
وحديث مسلم الذي رواه عن سعد بن أبي وقاص وفيه حديث: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي))، وحديث: ((لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) وفي آخر الحديث هذا قال: ولما نزلت هذه الآية: ?ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم...الآية? دعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا، وقال: ((اللهم هؤلاء أهلي))، انتهى، ومثله رواه الترمذي عن سعد، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وذكر في الصواعق المحرقة أكر من أربعين حديا في فضل علي عليه السلام.
نعم، وفي مسند أحمد بن حنبل في هذا المعنى ما لايكاد يحصى، وكذا عند ابن المغازلي الشافعي، وأبي نعيم الحافظ، وأهل السنن والمسانيد، وغرضنا هنا هو الإختصار، وقد ذكرنا بعض المصادر التي يعتمد عليها أهل السنة فقط، ولم نذكر شيئا من كتب غيرهم.
وقد قال ابن حجر في الصواعق: قال أحمد، وإسماعيل القاضي، والنسائي، وأبو علي: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي، انتهى.
فهل الشيخان أهل النبي وخاصته، وهل قال النبي إنهما نفسه....إلخ ما تقدم.
نعم، هذه الأحاديث التي ذكرناها تدل على أن عليا عليه السلام هو المقدم على جميع الصحابة، وأنه أفضلهم.
فحديث المنزلة يدل على أن عليا هو الرجل الثاني في هذه الأمة كما كان هارون هو الرجل الثاني في أمة موسى صلى الله عليهما.
صفحة ٢