تقديم علي عليه السلام وموقف أهل السنة منه
تقديم علي عليه السلام عند أهل السنة والجماعة على الشيخين وعلى الصحابة من أعظم أسباب الجرح فلا يقبل خبر من قدمه، ولا شهادته لاختلال عدالته وإيمانه.
قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه، ويطلق عليه رافضي، وإلا فشيعي، انتهى.
وقد بنيت كتب السنة على هذا، فالشيعي لايقبل خبره، والناصبي يقبل خبره، وهذا مذهب معاوية وبني أمية وسنتهم، فإنهم هم الذين يعتبرون محبة علي ذنبا لايغفر.
التعليق:
محبة علي كما في صحيح مسلم عن علي: ((لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق))، فانظر أين السنة المحمدية من سنة القوم، اللهم زدنا حبا لعلي وأهل بيته.
وأما تقديمه على الصحابة وعلى أبي بكر وعمر، فلم تقله الشيعة من تلقاء نفسها، بل إن إيمانها بالله وبرسوله وبالكتاب الذي نزل على رسوله هو الذي حتم عليها تقديم علي عليه السلام على الصحابة وعلى الشيخين.
فالشيعة لما كانت تعتقد وتدين بوجوب العمل، وبوجوب التصديق بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووردت السنة الصحيحة بتقديمه عليه السلام قدمته، فمما ورد من السنة الصحيحة عند طوائف المسلمين: قوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني وأنا من علي، لايؤدي عني إلا أنا أو علي)) ورواه أحمد وغيره.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الكساء الذي جلله على الحسن والحسين وعلي وفاطمة: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)) رواه مسلم في الصحيح، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والبيهقي، والحاكم وصححه، والطبراني، وأحمد، وغيرهم كير.
صفحة ١