وحديث سعد الذي رواه مسلم وغيره وذكر فيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعى عليا وفاطمة والحسن والحسين حين نزل قوله تعالى: ?فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم...الآية?، فحين أمر الله تعالى بدعاء الأبناء: دعا الحسن والحسين، وحين أمره بدعاء نسائه: دعا فاطمة، وحين أمره بدعاء نفسه: دعا عليا عليه السلام، فعلي عليه السلام هو نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنص الآية والحديث.
ويؤكد ما قلنا من أن نفس علي هي نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح: ((علي مني وأنا من علي...الحديث)) ورواه أيضا الكثير من أهل السنة، فهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام نفس واحدة.
وحديث الطير يدل على أن عليا عليه السلام أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله، وهذا هو معنى تقديمه عليه السلام على جميع الصحابة.
هذا، مع أنه قد صح أن عليا عليه السلام هو أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والسبق يدل على الفضل، فهو أسبق الناس إذن فهو أفضلهم، والدليل قول الله تعالى: ?والسابقون السابقون أولئك المقربون?، وله في الجهاد ماليس لغيره من الصحابة، ولاشك أن الجهاد من أفضل الفضائل، وأقرب الوسائل، وأفضل التجارات.
ونزيد تأكيدا لما سبق من أن عليا عليه السلام هو أفضل الصحابة، قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المروي في الصحيحين وغيرهما: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما))، وقد بت أن أهل الجنة كلهم شباب، وقد ثبت في هذا الحديث أن الحسنين هما أفضل شباب الجنة، وأبوهما خير منهما وأفضل: فيدل الحديث على أن عليا عليه السلام أفضل من الحسنين ومن جميع الصحابة، وأن الحسنين أفضل من سائر الصحابة.
هذا، وفي كتب أهل السنة والجماعة مما يدل على هذا المعنى كثير وكثير.
صفحة ٣