صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

محمد بن صامل السلمي ت. غير معلوم
81

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

الناشر

مكتبة روائع المملكة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

جدة

تصانيف

وفاة أمّه وَجَدّه ﷺ: توفيت أم رسول الله ﷺ وهو ابن ست سنين، فقد ذهبت به لزيارة أخواله من بني النجار في يثرب، وفي طريق عودتها إِلى مكة ماتت بالأبواء ودفنت هناك، وقد وقف النبي ﷺ على قبر أمه بعد البعثة فبكى وأبكى وقال: "استأذنت ربي أن استغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في زيارة قبرها فأذن لي" (١) وقد كفله جده عبد المطلب، وأحبه وشغف به، وكان يجلسه على فراشه، لكنه توفي بعد سنتين من وفاة أمه ﷺ، وعمر النبي ﷺ ثمان سنوات. كفالة عمه أبي طالب: بعد وفاة عبد المطلب قام على أمر رسول الله ﷺ عمه شقيق والده أبو طالب بن عبد المطلب، وقد رزق حبّ رسول الله ﷺ فكان شفيقًا عليه ورفيقًا به، وكان أبو طالب قليل المال وله عيال كثير. وقد عمل ﷺ في أول شبابه في رعي الغنم، فقد كان يرعاها بالأجرة ليكسب بيده ويأكل مما يكسب، قال ﷺ: "ما بعث الله نبينًا إِلا رعى الغنم ولقد كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (٢). والقيراط جزء يسير من الدينار. وأخبر ﷺ -أنه: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإِن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" (٣). وبعد بلوغه ﷺ واستقلاله رد الجميل لعمه فأخذ بعض بنيه -علي بن أبي طالب- ليرعاه ويكفله، وبُعث ﷺ بالنبوة والرسالة وعلي معه في بيته.

(١) صحيح مسلم، كتاب الجنائز ح ٩٧٦. والأبواء: بلدة معروفة على طريق المدينة أيام القوافل، وهي تقع شرق بلدة مستورة، ويعرف واديها بالخريبة. (٢) صحيح البخاري، كتاب الأطعمة ح رقم ٢٢٦٢. (٣) صحيح البخاري، كتاب البيوع ح رقم ٢٠٧٢.

1 / 83