صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ
الناشر
مكتبة روائع المملكة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
بشرّ حالة فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم رَخَاء غير أني أسقيت في هذه، وأشار إِلى النقرة التي بين الإِبهام والتي تليها، بعتاقتي ثويبة.
وقد حضنته أم أيمن بركة الحبشية، وهي مما ورثها رسول الله ﷺ عن والده. أما مرضعته الثانية: فهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية، حيث قدمت هي وزوجها الحارث بن عبد العزى مع نساء من بني سعد يلتمسون الرضعاء، فأصابت حليمة رسول الله ﷺ وأخذته معها إِلى أرض قومها قرب الطائف، وقد أدركت هي وزوجها أنهما أخذا نفسًا مباركة، إِذ وجدا ذلك في سرعة حمارهما، ولبن ناقتهما، ثم بعد ذلك في غنمهما، ومكث ﷺ معها عامين حتى استكمل رضاعه، ثم وفدت به على أمه في مكة، وحرصت على بقائه معها، فعادت به مرة أخرى، ولكن بعد مضي أشهر حصل له ﷺ حادثة شق صدره وخشيت عليه مرضعته، فأعادته إِلى أمه بمكة، قال ابن إِسحاق: وإخوته من الرضاعة، عبد الله بن الحارث، وأنيسة، وخذَامة، وهي الشيماء (١).
حادثة شق صدره ﷺ:
روى الإِمام مسلم من حديث أنس ﵁، أن رسول الله ﷺ، أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق قلبه، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسّله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إِلى أمه -حليمة- فقالوا: إِن محمدًا قد قتِل، فاستقبلوه منتقع اللون.
قال أنس "كنت أرى أثر المخيط في صدره ﷺ" (٢). وهذه هي المرة الأولى التي يُشَق فيها صدره، ثم إِنه ﷺ حصل له شق الصدر والتطهير مرة ثانية ليلة الإِسراء والمعراج (٣).
وفي هذا عناية الله ﷾ بنبيه ﷺ وإعداده للنبوة والرسالة.
(١) ابن هشام، السيرة ١/ ١٣٧ - ١٣٨. (٢) صحيح مسلم، كتاب الإِيمان، باب الإسراء برسول الله ﷺ -ح رقم ٢٦١. (٣) صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء ١/ ٢٩١، ومسلم ١/ ١٤٨.
1 / 82