130

الصاحبي في فقه اللغة

الناشر

محمد علي بيضون

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

الفرزدق١: أينَ الذين بهم تُسامِي دارِمًا ... أمْ منْ إلى سلفيْ طهيَّة تَجْعلُ ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ﴾ ٢ أي لستَ منقذَهم. وقد يكونُ اللفظ استخبارًا، والمعنى إخبار وتحقيق. نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ ٣ قالوا معناه: قد أتى. ويكون بلفظ الاستخبار، والمعنى تعجّب. كقوله جلّ ثناؤه: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ ٤ و﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ ٥ ومِن دقيق باب الاستفهام أن يوضَع في الشرط وهو في الحقيقة للجزاء. وذلك قول القائل: "إن أكرمتُكَ تُكرِمني" المعنى: أتكرمني إن أكرمتُك؟ قال الله جلّ ثناؤه: ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ ٦ تأويل الكلام: أفهم الخالدون إن متّ؟ ومثله: ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ ٧ تأويله: أفتنقلبون على أعقابكم إنّ مات؟ وربّما حَذفت العربُ ألف الاستفهام. ومن ذلك قول الهُذْلِيّ٨: رَفوْنِي وقالوا يا خويلدُ لم ترَعْ ... فقلت وأنكرتُ الوجوهَ همُ همُ أراد: أهم؟ وقال آخر٩: لَعمرُكَ ما أدري وإن كنتُ داريًا ... شُعَيْث بنَ سَهْم أم شُعيث بنَ مِنْقرِ وقال آخر١٠: لعمركَ ما أدري وإن كنتُ داريًا ... بسبع رَمين الجمر أم بثمان

١ ديوانه: ٤٩٠. وطهية: قبيلة. ٢ سورة البقرة، الآية: ٣٠. ٣ سورة الدهر، الآية: ١. ٤ سورة عم، الآية: ١. ٥ سورة المرسلات، الآية: ١٢. ٦ سورة الأنبياء، الآية: ٣٤. ٧ سورة آل عمران، الآية: ١٤٤. ٨ شرح أشعار الهذليين: ٣/ ٣٣٧ لأبي خراش. ورفوني: سكنوا رعبي. ٩ ديوان الأسود بن يعفر: ٣٧. والمقتضب: ٣/ ٢٩٤ بلا عزو. ١٠ ديوان عمر بن أبي ربيعة: ٢/ ٣٣٨، وفيه: فوالله مَا أدري وإني لحاسب.

1 / 137