131

الصاحبي في فقه اللغة

الناشر

محمد علي بيضون

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

وعلى هذا حمل بعض المفسرين قوله جل ثناؤه في قصة إبراهيم ﵇: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ ١: أي: أهذا ربي؟. باب الأمر: الأمر عند العرب ما إذا لم يفعله المأمور به سمي المأمور به عاصيًا. ويكن بلفظ "افْعلْ" و"ليفعل" نحو: ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ ٢ ونحو قوله: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ﴾ ٣. فأما المعاني التي يحتملها لفظ الأمر فأن يَكون أمرًا، المعنى مسألة. نحو قولك: "اللهم اغفر لي". قال: ما مَسَّها من نَقبٍ ولا دَبَرْ ... اغْفِرْ له اللهمَّ إن كان فَجَر ويكون أمرًا، والمعنى وعيد. نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ ٤. ومثله قوله جلّ ثناؤه: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ ٥. ومنه قول عَبِيد٦: حَتّى سَقيناهم بكأسٍ مُرَّةٍ ... فيها المُثمَّلُ ناقعًا فليشْرَبوا ومن الوعيد قوله: ارْوُوْا عليَّ وأرْضُوا بي رِحالَكُمُ ... واسُتَسْمِعوا يا بني مَيْثاءَ إنشادي ما ظنُّكم ببني مَيْثاءَ إن رَقدوا ... ليلًا وشَدَّ عليهم حَيّةُ الوادي وقد جاء في الحديث٧: "إذا لم تَسْتَحْيِ فاصنَعْ ما شئت" أي: إن الله جل ثناؤه مجازيك، قال الشاعر٨:

١ سورة الأنعام، الآية: ٧٧. ٢ سورة الأنعام، الآية: ٧٢. ٣ سورة المائدة، الآية: ٥٠. ٤ سورة النحل، الآية: ٥٥. ٥ سورة فصلت، الآية: ٤٠. ٦ هو عبيد بن الأبرص، والبيت ليس في ديوانه. ٧ رواه البخاري: أنبياء: ٥٤، أدب: ٧٨، وأبو داود: أدب: ٦، وابن ماجه: زهد ١٧، والموطأ: سفر ٤٦، وأحمد: ٤/ ١٣١. ٨ ديوان أبي تمام: ٤٩٧.

1 / 138