الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
تَعْلَمُونَ﴾ ١. ومنه قول القائل:
وتقولُ عَزَّةُ قد مَلِلتَ فقل لها ... أيَمَلُّ شيءٌ نفسَه فأمَلَّها
ويكون اللفظ استخبارًا، والمعنى عَرْض. كقولك: "ألا تنزل".
ويكون استخبارًا، والمعنى تحْضيضِ. نحو قولك: "هَلاَّ خيرًا من ذلك" و:
بني ضَوْطَرَى لولا الكمي المقنَّعا٢
ويكون استخبارًا والمراد به الإفهام. نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ﴾ ٣ قد علم أن لها أمرًا قد خفي على موسى ﵇، فأعلمه مِن حالها ما لم يعلمه.
ويكون استخبارًا، والمعنى تكثير، نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ ٤ ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ ٥. ومثله:
كَم مِن دَنِيٍّ لها قد صِرتُ أتْبَعُه ... ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
وقال آخر٦:
وكم مِن غائط من دونِ سلْمى ... قليلِ الأُنس ليس به كتيعُ
ويَكون استخبارًا، والمعنى نفي. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ﴾ ٧ فظاهره استخبار والمعنى: لا هاديَ لمن أضلَّ اللهُ. والدليل على ذلك قوله في العطف عليه: ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ ٨. ومما جاء في الشعر منه قولُ
١ سورة البقرة، الآية: ٨٠. ٢ البيت لجرير، ديوانه: ٢٦٥، وصدره: تَعدُّونَ عقرَ النيب أفضل سعيكم ٣ سورة طه، الآية ١٧. ٤ سورة الأعراف، الآية: ٣. ٥ سورة الحج، الآية: ٤٨، وسورة محمد، الآية: ١٣، وسورة الطلاق، الآية: ٨. ٦ ديوان عمرو بن معد يكرب: ١٤٦. ويقال: ما به كتيع أي ما به أحد. والغائط: المطمئن من الأرض. ٧ سورة الروم، الآية: ٢٩. ٨ سورة آل عمران، الآية: ٢٢.
1 / 136