129

الصاحبي في فقه اللغة

الناشر

محمد علي بيضون

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

تَعْلَمُونَ﴾ ١. ومنه قول القائل: وتقولُ عَزَّةُ قد مَلِلتَ فقل لها ... أيَمَلُّ شيءٌ نفسَه فأمَلَّها ويكون اللفظ استخبارًا، والمعنى عَرْض. كقولك: "ألا تنزل". ويكون استخبارًا، والمعنى تحْضيضِ. نحو قولك: "هَلاَّ خيرًا من ذلك" و: بني ضَوْطَرَى لولا الكمي المقنَّعا٢ ويكون استخبارًا والمراد به الإفهام. نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ﴾ ٣ قد علم أن لها أمرًا قد خفي على موسى ﵇، فأعلمه مِن حالها ما لم يعلمه. ويكون استخبارًا، والمعنى تكثير، نحو قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ ٤ ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ ٥. ومثله: كَم مِن دَنِيٍّ لها قد صِرتُ أتْبَعُه ... ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا وقال آخر٦: وكم مِن غائط من دونِ سلْمى ... قليلِ الأُنس ليس به كتيعُ ويَكون استخبارًا، والمعنى نفي. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ﴾ ٧ فظاهره استخبار والمعنى: لا هاديَ لمن أضلَّ اللهُ. والدليل على ذلك قوله في العطف عليه: ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ ٨. ومما جاء في الشعر منه قولُ

١ سورة البقرة، الآية: ٨٠. ٢ البيت لجرير، ديوانه: ٢٦٥، وصدره: تَعدُّونَ عقرَ النيب أفضل سعيكم ٣ سورة طه، الآية ١٧. ٤ سورة الأعراف، الآية: ٣. ٥ سورة الحج، الآية: ٤٨، وسورة محمد، الآية: ١٣، وسورة الطلاق، الآية: ٨. ٦ ديوان عمرو بن معد يكرب: ١٤٦. ويقال: ما به كتيع أي ما به أحد. والغائط: المطمئن من الأرض. ٧ سورة الروم، الآية: ٢٩. ٨ سورة آل عمران، الآية: ٢٢.

1 / 136