وقد اتفق الإمامية مع الزيدية في هذا المفهوم، وفي ذلك قال السيد مرتضى العسكري « إن مدرسة أهل البيت ترى أن تعريف الصحابي: هو ما ورد في قواميس اللغة العربية، كالآتي: الصاحب وجمعه: صحب, وأصحاب, وصحاب, وصحابة والصاحب: المعاشر والملازم, ولا يقال إلا لمن كثرت ملازمته, وإن المصاحبة تقتضي طول لبثه»(1).
وكذلك (المعتزلة)، فقد ذكر الأشعري في (مقالات الإسلاميين)(2) أنهم لا يعدلون من حارب عليا، ولا يقبلون روايته. وقال ابن الحاجب: «قالت المعتزلة: الصحابة عدول إلا من حارب عليا»(3). ويؤكد ذلك قول ابن أبي الحديد: «وقد برئ كثير من أصحابنا من قوم من الصحابة أحبطوا ثوابهم كالمغيرة بن شعبة»(4). وهذا يعني أنهم لا يذهبون إلى التعديل المطلق لكل من يطلق عليه صفة صحابي عند أهل السنة.
ولم يبتعد الأصوليون من أهل السنة كثيرا عن ما اعتمده الزيدية، بل هو المحكي عن جمهورهم(5)، وقال: الغزالي في (المستصفى)(6): « فإن قيل: القرآن أثنى على الصحابة، فمن الصحابة: من عاصر رسول الله، أو من لقيه مرة، أو من صحبه ساعة، أو من طالت صحبته، وما حد طولها؟ قيل له: الاسم لا يطلق إلا على من صحبه، ثم يكفي للاسم من حيث الوضع الصحبة ولو ساعة، ولكن العرف يخصص الاسم بمن كثرت صحبته».
صفحة ٢٥