اشترك سعد في الثورة العرابية وناله من أذى الاعتقال بلاء غير يسير، وخسر وظيفته، وبات في قائمة أنصار عرابي باشا.
اضطر إلى احتراف المحاماة، وكانت الدولة البريطانية قابضة على ناصية الأمور، فنمى إلى المسئولين أن سعدا وزميلا له ألفا جماعة سرية باسم «جماعة الانتقام»؛ فاعتقلا وظلا في الاعتقال بعد الحكم ببراءتهما أكثر من ثلاثة أشهر.
وبعد ثماني سنوات عرضت عليه وظيفة «نائب قاض» بمحكمة الاستئناف في سنة 1892، فقبلها، وبقي في القضاء 14 عاما، ثم عين وزيرا للمعارف، ثم وزيرا للحقانية.
اعتزل الوزارة وعزم على ترشيح نفسه للجمعية التشريعية، فنجح في الدائرتين اللتين رشح نفسه فيهما نجاحا فاق كل تقدير، واختير وكيلا للجمعية التشريعية فكان وكيلها المنتخب.
نشبت الحرب العظمى في يوليو 1914، وفي ديسمبر أعلنت الحماية البريطانية، ولم تمض أشهر حتى أطلق الإنجليز أيديهم في دواوين الحكومة، وأمعنوا في التضييق على أعداء الاحتلال.
وبعد انتهاء الحرب تألف «الوفد المصري» للسعي للحرية والاستقلال، واختير سعد رئيسا للوفد؛ فكان قائد النهضة المصرية الباسل، وزعيمها العظيم، وقد كافح وناضل، ونفي في سبيل بلاده.
كان أول رئيس لوزارة شعبية بعد الاستقلال، وأول زعيم مصري ألقى خطبة العرش الأولى حين افتتح الملك فؤاد البرلمان في 15 مارس سنة 1924.
تولى رياسة مجلس النواب حتى توفي في 23 أغسطس سنة 1927 وهو في السابعة والستين من عمره.
الفصل الثاني
القارعة
صفحة غير معروفة