قال انوشروان إن الله تبارك وتعالى إنما خلق الملوك لتنفيذ مشيئته في خلقه ولإقامة مصالحهم وحراستهم فلذلك نقول بأنهم خلفاء الله في أرضه ولمعنى آخر وهو أنه جعلهم عالين آمرين غير مأمورين وحاكمين غير محكوم عليهم ومستغنين غير محتاجين فإن حاجتهم إلى الرعية إنما هي لسبب الرعية ولصلاح شأنهم قال وإن الله تعالى جعل الرعية مأمورة محكوما عليها خاضعة لملوكها مكفية بملوكها لا بأنفسها قال والملوك أمناء الله في أرضه وبريته وأولى الأمور بالمؤتمن حفظ ما ائتمن عليه قال وأول ما يجب على الملوك إقامة الدين وتحقيقه بالعمل بنفسه وبأخذ الرعية بإقامته فإن الخير كله إنما هو في طاعة الله جل وعز قال وإن قوام الملك إنما هو بالدين فإذا ضعف الدين ضعف الملك قال ويجب عليهم أن يقوي أركان الدين وأن يبينوا أمر الفقه فإن الفقه هو القائد إلى القول بالآخرة ويجب عليهم أن يقيموا العدل الذي به صلاح الملك والمملكة فإن العدل هو سبب عمارة المملكة والجور سبب الخراب والبوار قال وواجب عليهم الحماية والحراسة والحماية إنما تكون من الأعداء المعاندين والحراسة إنما تكون بكف المفسدين وترهيب المتمردين قال وإن الملك هو الجامع وهو المفرق وهو المؤلف وهو المبدد وهو المقوي وهو المضعف وهو المهين وهو المكرم قال ومن أعظم أعمال الملوك العمارة والحراسة قال و الحراسة إنما تكون بالعقل والعمارة إنما تكون بالعدل
في أن الملك والعبودية اسمان يثبت كل أحد منهما بصاحبه
قال أنوشروان الملك والعبودية اسمان يثبت كل واحد منهما الآخر قال فكأنهما اسمان يثبتان معنى واحدا فإن الملك يقتضي العبودية والعبودية تقتضي الملك فالملك محتاج إلى العبيد والعبيد محتاجون إلى الملك قال وإن العلماء شبهت أمر الملك والمملكة بالبدن والنفس المفتقر كل واحد منهما إلى الآخر فإن قيام النفس بالبدن وصلاح البدن بالنفس وقالوا النفس تابعة لمزاج البدن فهي مفتقرة إلى صلاح البدن وإنما يستدرك صلاح البدن النفس فالبدن مفتقر إلى النفس قال وأفضل محامد الملك إنما هو بعد الفكر في عواقب الأمور وأفضل محامد العبيد الإستقامة على الطاعة في المنشط والمكره والوفاء بالعهد فيما ساء وسر قال وإن الملك أولى بالعبيد من العبيد بأنفسهم
في أقسام الرعايا
قال الرعايا أربعة أقسام فقسم منها أهل الدين وهم أصناف الحكام العباد والنساك والمعلمون وقسم المقاتلة وهم صنفان فرسان ورجالة والقسم الثالث الكتاب وهم أصناف فمنهم كتاب الرسائل وكتاب الخراج وكتاب الشروط والقسم الرابع الخدم وهم الزراع والرعاة والصناع والتجار
في فضيلة المسوس
قال الرعية إنما تشرف بخلتين أحدهما قبول الأدب والأخرى حب التعب متى استعلى الملك على رعيته ذهب حسن حال رعيته ومتى أبطأ العبيد عن الطاعة ذهب عزهم وجمالهم وعيشهم في عاجلهم وآجلهم
في أنواع السياسات
قال أفلاطن السياسة خمسة أنواع أولها السياسة الكلية وهي الشاملة لجوامع الكليات وهي التي تقول بأن الناموس الأجل تولي أحكامها وإتقانها والثانية الملكية هي التي يسوس بها الملك رؤساء المدن والثالثة المدنية وهي التي يجب أن يساس بها سكان المدينة والرابعة البيتية وهي التي يتولاها رب كل منزل في أهله والخامسة البدنية وهي التي تجب على كل واحد في بدنه ونفسه وقال أرسطوطيلس الملك حافظ للآراء وأما المدني فإنه حافظ الأبدان وقال أفلاطن المدينة كالصورة والمدينة كالشخص
تنويع على وجه آخر
صفحة غير معروفة