قال أفلاطن إنه لما كانت اللذات ثلثة واحدة صافية واثنتان دعيتان يعني بالدعيتين لذة الشهوة ولذة الغلبة ويعني بالصافية لذة المعرفة قال وكانت الرياسة خمسة وكان المتغلب الثالث هو صاحب النفر اليسير إذ كانت رياسة الجماعة بينهما وكان صاحب النفر اليسير بالثالث من الملك إذ كان صاحب علية الأشراف وسطا بينهما وجب أن يكون بعد المتغلب عن اللذة الحقيقية ثلثة أضعاف الثلثة الأضعاف في العدة قال ويجب أن يكون الرسم والمثال بحسب عدد الطول للسطح المسطوح قال وإنما بحسب القوة والتزيد الثالث فإنه يجب أن يكون الملك ألذ عيشا بسبعمائة وتسعة وعشرين قال ويجب أن يكون المتغلب أكثر أذى بهذا المقدار قال وليبين بهما حساب حق إن كانت الليالي ونهارها والشهور والسنون ملائمة لها قال أبو الحسن وقوله وأما بحسب القوة والتزيد الثالث فإنه يريد تزيد الآحاد وتزيد العشرات وتزيد المئين فإنه الثالث
فصل من حرف اللام
الفعل ألذ من البطالة واليقظة ألذ من النوم والحس ألذ من عدم الحس والعقل ألذ من الجهل قال والسرور واللذة في كل شيء هو أن يفعل فعله من غير عائق قال وكما أن ألذ الأشياء المحسوسة أفضلها كذلك حال المعقولة يجب أن تكون الذها أفضلها
وبيان ما قاله أفلاطن على وجه من التقريب والتخمين
إن اللذت لما كانت ثلثة وجب أن يكون للمتغلب تسعة لأن له ثلثة أضعاف الثلثة ولأن رياسة الجمع متقدمة عليه بالضعف وجب أن يكون لها ثلثة أضعاف ما هو له وذلك سبعة وعشرون ولأن صاحب النفر اليسير متقدم على رياسة الجمع الكثير بالضعف وجب أن يكون له ثلثة أضعاف ما لصاحب الجمع الكثير فيصير له أحد وثمانون ولأن رياسة الأشراف متقدمة بالضعف على صاحب النفر اليسير وجب أن يكون له ثلثة أضعاف ذلك فيكون مأتين وثلثة وأربعين وللملك ثلثة أضعاف هذا وذلك سبعمائة وتسعة وعشرين
في السعادة القصوى أنها ما هي وكيف تكتسب من قول أفلاطن
قال أفلاطن السعادة إنما هي استكمال الإنسان صورته قال والإنسان إنما يستكمل صورته بالعلوم الحقية وأولها الحساب ثم الهندسة وعلم المكعبات وعلم النجوم والموسيقى قال وآخرها علم الجدل قال وإن هذه العلوم يرفع عن الإنسان النذالة والخساسة والأحزان والهموم وتصيره وادعا ساكنا وذلك أنه تخرج عن قلبه محبة العز ومحبة العائدة وتزيل عنه سائر الأخلاق الفاسدة
القول في السعادة العقلية وهي القصوى إنها ما هي وبم تكتسب وتحصل من قول أرسطوطيلس
قال أرسطوطيلس السعادة العقلية فعل للنفس عقلي وفي موضع آخر بدل عقلي رأي وفي موضع آخر نطقي قال أبو الحسن وهذه العبارات كلها متقاربة وإنما تقع من جهة المترجمين قال والخيرات التي تقوم بها هذه السعادة هي التي تختص بها النفس الناطقة النظرية وهي العقل والعلم والحكمة قال والعقل الأوائل قال والعلم هيئة برهانية قال والحكمة هي التمهر في تأليف القياسات وإنتاج النتائج وهي المهن أيضا في الذهاب من الأوائل إلى الأواخر ومن الأواخر إلى الأوائل وحسن الإقتدار على معرفة الأوائل وهي المبادئ قال وليس ينبغي أن يكون فهم الإنسان ميتا إذ هو ميت بل ينبغي أن يصيرها عادمة موت وقال أرسطوطيلس الحكمة علم وعقل فإنه ليس ينبغي للحكيم أن يعلم ما يعلم من المبادئ فقط لكن ينبغي أن يصدق عما في المبادئ قال وقد يقال للذين حذقوا الشيء حكماء وقال أفلاطن العلم وقوع بصر النفس على الأشياء الكلية وقال الإسكندر العلم هو المعرفة بسبب العلوم أنه سبب لذلك المعلوم وقال ثاميطوس ليس العلم غير المعاني المعلومة كما أنه ليست الهندسة غير المعاني الهندسية وقال برقلس سمعت أرسطوطيلس يسمي المعرفة حركة يسمي العلم حركة كما يسمي المشي والإحضار
هل يجوز أن تكتسب السعادة القصوى من غير أن تكتسب السعادة الأدنى
صفحة غير معروفة