وقال: "مَثلُ ابن آدَمَ وَالدُّنْيَا كَمَثلِ رَجُلٍ أَدخَلَ أُصْبَعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُر بِمَ تَرْجِعُ" (١).
وقال لابن عمرَ: "كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابرُ سَبِيلٍ".
وكانَ ابن عمَر [يقولُ]: إذا أصبحتَ، فلا تنتظرِ المساءَ، وإذا أمسيتَ، فلا تنتظرِ الصباحَ، وخُذْ من صِحَّتِكَ لمرضِك، ومن حياتِك لموتك (٢).
وقد ذكرتُ هذا الحديثَ مرةً عندَ بعضِ الأمراءِ، فقال: أنا والله كذلك، أُصبح أقولُ: ما أُمسي، وأُمسي أقول: ما تصبح.
فقلت له: كذبتَ والله.
فغضب، وقال: هكذا يا سيدي!
قلت: نعم، فإني أنا أظن أني أزهدُ منك.
قال: بكثير.
فقلت: مع هذا نفسي تحدثني أني أعيش خمسةَ آلافِ سنةً.
قال: خمسةَ آلافِ سنة؟!
قلتُ: نعم، وأكثر.
فقال: وهل عاش أحدٌ ذلك؟
_________
(١) رواه الترمذي (٢٣٢٣)، وابن ماجه (٤١٠٨) عن المستورد ﵁.
(٢) رواه البخاري (٦٠٥٣).
1 / 49