رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

عبد الله حمود درهم العزي ت. 1450 هجري
121

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

* عائشة زوج النبي (ص):

روى مسلم عن مسروق: قال كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم علىالله الفرية. قلت: ماهن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (( إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض )) فقالت: أولم تسمع أن الله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}، أولم تسمع أن الله يقول: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}.

قالت: ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته}(1).

قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}(2).

وفي رواية أخرى عن مسروق، قال: سألت عائشة هل رأى محمد ربه؟ فقالت: سبحان الله لقد قف شعري لما قلت، وساق الحديث إلخ.

صفحة ١٢٤