رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
تصانيف
كانت من قبيل التفسير من رسول الله ﷺ فظلوا يحتفظون بهذه المصاحف لأنفسهم، مع مخالفتها لما جمعه أبو بكر ﵁.
ومن أشهر هذه المصاحف: مصحف أبي بن كعب، ومصحف عبد الله بن مسعود، ومصحف أبي موسى الأشعري، ومصحف المقداد بن عمرو وغيرهم.
فوجود هذه المصاحف، وقراءة أصحابها منها، وتعلم البعض منهم أدى إلى الاختلاف.
كل هذه العوامل وغيرها أدت إلى اختلاف المسلمين في القراءة وإلى التنازع حيثما يلتقون في بعض المواقع الحربية وغيرها، الأمر الذي دعا الخليفة الثالث عثمان بن عفان ﵁ أن يأمر بنسخ المصاحف من المصحف الذي كتبه الخليفة الأول أبو بكر الصديق ﵁ وإحراق ما عداه من المصاحف، سدا لباب الفتنة، واختلاف المسلمين في قراءة القرآن الكريم.
وما فعله عثمان ﵁ كان بمشهد من الصحابة ﵃ فأقروه عليه، ولم ينازع في ذلك أحد، فكان إجماعا منهم على صحة ما فعل١.
عدد المصاحف:
اختلفت الروايات في عدد المصاحف التي نسخت وأرسلت إلى الأمصار المختلفة:
فقد ذكر السجستاني -في إحدى الروايتين- أنها كانت سبعة، أرسل واحد منها إلى مكة، وآخر إلى الشام، وثالث إلى اليمن، ورابع إلى البحرين، وخامس إلى البصرة، وسادس إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحد، وهو الذي احتفظ به عثمان ﵁ لنفسه، وكان يطلق على هذه النسخة: المصحف الإمام، باعتبار أن الخليفة هو المرجع للمسلمين جميعا، فهي أشبه بالنسخة الأصلية التي تكون في حوزة الدولة٢.
وفي رواية القرطبي: أن عثمان ﵁ وجه للعراق والشام بأمهات٣. ولم يوضح ذلك العدد.
_________
١ البرهان "١/ ٢٤٠"، فضائل القرآن لابن كثير ملحق بالتفسير "٧/ ٤٤٦".
٢ انظر: كتاب المصحف "١/ ٢٤٢".
٣ الجامع لأحكام القرآن "١/ ٥٤".
1 / 18